كتاب مع تحيات بو قلم بقلم أحمد أميري.. يقول الكتّاب الذين جمعوا مقالاتهم المنشورة هنا وهناك في كتاب واحد إنهم قاموا بذلك تحت إلحاح الأصدقاء والقراء،بينما كانوا هم أنفسهم زاهدين في هذا العمل.لكنني لن أقول مثلهم ،بل هي أمنية حياتي أن أجد في مكتبتي كتابا يحمل اسمي فأقلبه كل يوم وأطمئن عليه كل حين ،لأنه بمنزلة ابني،فمشقة تكوين المشاعر والأفكار تفوق عشرات المرات نظيرتها في مشروع إنجاب طفل،فكيف لا أسعى إلى إنجاب ابني الثاني،وخصوصا أنني سأغادر أرض الملاعب يوما ما،فلا أقل من كتاب يخلد ذكراي.
هذا لا يمنع أن يكون هناك رجل واحد
في هذا العالم وقف على رأسي يلح علي حتى ظننت أن الكتاب سيصدر باسمه،ألا وهو الكاتب
الصحفي د.محمد عبيد غباش،أدامه الله خمسين سنة أخرى،الذي جاء إلى حياتي متأخرا،لكنه
جاء. فهو الذي أصر كثيرا،فكان الكتاب نتيجة توافق أمنيتي مع إصراره.
جمعت في هذا
الكتاب جل ما كتبته ساخرا منذ نهايات القرن الماضي وبدايات القرن الحالي،ونصفه ذاتي
فيه شخصيتي واعترافاتي وخيالاتي،باختصار هي روحي المصبوبة على الورق.وعلى الرغم من
انغماس أكثرها في الذات إلا أنها تظل في النهاية تجارب لآخرين مثلي، وخصوصاً أنها تمس من قريب أو من بعيد الشؤون العامة.
وأفترض القارىء سيضحك
مع كل صفحة، أو على الأقل يبتسم، وفي أسوأ الأحوال يقلب الصفحة ولا يمزقها، فالكتابة
الساخرة التي افهمها هي التي تجعل القارىء يضحك أو يبتسم، على أن تهدف إلى توصيل
معنى أو توصيف حالة،فإذا فعل القارىء "المطلوب منه"، فالحمدلله الذي وفقني لإدخال
السرور إلى قلبه،وإذا لم يفعل، فالحمدلله أيضا على وجود البريد الالكتروني الذي يفسح
المجال لإبداء مشاعر الضجر والغضب مني ومن كتابي،وأعتذر منه
سلفا