الباحثين، شرقيين وأوروبيين، أن المنطق الأرسططاليسي قوبل في العالم الإسلام، حين ترجم وتوالت تراجمه، أحسن مقابلة. لذا نشأت تلك الفكرة القائلة: إن المنطق الأرسططاليسي أميز مثال "للفتنة اليونانية" التي افتتن بها المسلمون، والتي سيطرت على عقولهم حتى العصور القريبة. وبهذا حل الباحثون مشكلة المنهج في العالم الإسلامي. بأن هذا المنهج كان أرسططاليسياً، إن في كلياته وإن في تفصيلاته، إلا أن تياراً آخر رأى أن المنهج الإسلامي الحق ينبغي تلمسه في علمين أصيلين هما: علم أصول الفقه، وعلم الكلام. وقد أخذ الباحث النشار بهذا الاتجاه.ومن أجل التأكيد على هذه الرؤية كان كتابه هذا الذي حاول من خلاله تقديم نموذج الفكر الإسلامي الأعلى، النموذج الوحيد المعبر عن روح الحضارة الإسلامية، والمنبعث في تدفق سيال من روح القرآن وسنة محمد صلى الله عليه وسلم.إن الدراسة العلمية النزيهة التي قدمها النشار للباحثين كافة في هذا الكتاب تثبت بصورة قاطعة أن المسلمين لم يقبلوا، أبداً، بالمنطق الأرسططاليسي القياسي بل هم هاجموه ونقدوه أشد الهجوم وأعنف النقد، ثم وضعوا منطقاً جديداً أو منهجاً جديداً، هو المنطق أو المنهج الاستقرائي. وكل منهج من هذه المناهج يعبر عن روح حضارة خاصة، ذات ملامح تختلف أشد الاختلاف عن الأخرى.وقد حاول النشار في دراسته هذه الكشف نتاج العبقرية الإسلامية في التوصل إلى المنهج لا في كتب "فلاسفة الإسلام"، بل في كتب الفقهاء والأصوليين والمتكلمين وغيرهم من المفكرين المسلمين. لذا جاء بحثه هذا بمثابة تاريخ تلك الحركة الفكرية التي سادت العالم الإسلامي، والتي أدت إلى الكشف عن هذا المنهج.
كتاب مناهج البحث عند مفكري الإسلام تأليف علي سامي النشار
كتاب مناهج البحث عند مفكري الإسلام بقلم علي سامي النشار. ....يبحث عن المناهج البحثية الإسلامية، من الداخل والخارج، أي التي نبتت في البيئة الإسلامية، وكذلك التي جاءت بها الثقافات الأخرى ولم تمر مروراً عابراً منقولاً فحسب بل تعرضت لكثير من التطوير والتجديد والكتاب مهم ومفيد ومشهور.نبذة موقع النيل والفرات:كانت الفكرة السائدة لدى