كتاب من عشرة لعشرين بقلم مصطفى أمين..1924-1934 سنوات عشرة مليئة بالأحداث التي أثرت في حياة التوأمين علي ومصطفى أمين، شاهدا الساسة يعلو من كالنجوم ويهوون كالشهب، كيف تؤلف الوزارات ثم تسقط، كيف تقوم الدول والحكومات ثم تختفي، كيف تتألف الأحزاب ثم يتمزق شملها. عاشا محنة الصحافة، صحف تولد ثم تموت، أقلام تظهر ثم تقصف، جرائد تعطل ومجلات تصادر. الصراع الدائم بين الطغاة والأحرار. لا تكاد حكومة ديكتاتورية تتولى الحكم حتى تعطل البرلمان وتبطش بالصحافة. عاشا فجر الحرية دليل الاستبداد.
كانت هذه المعارك اليومية هي لعبتها المفضلة لعبة عسكر وحرامية أو مطاردة بين القط والفار، في أول الأمر كانا يتفرجان على اللعبة، ثم أصبحا جزءاً منها. فإذا كانت معركة بين السلطة الطاغية والصحافة الحرة كان الولدان ثم الشابان بين القتلى أو بين الجرحى وكانا يعتمدان جراحهما ثم يستأنفان العمل في الصحيفة. كان الولدان يجدان متعة في هذا الصراع. الهزيمة لم تملأها باليأس، بل ملأتهما بالأمل. والشدة لم تضعف مقاومتهما بل زادت في صمودها وإصرارهما وكان يحاربان معركتين في وقت واحد معركة مع الدولة خارج بيتهما، وقوله مع الأسرة داخل بيتهما، ولم تتوقف هذه المعركة يوماً واحداً طوال السنوات العشر التي يروي مصطفى أمين تفاصيلها في هذا الكتاب العربي إلى جانب أنها وفي زاوية من زواياه يمثل سيرة ذاتية، إلا أنه يحمل في ذات الآن قصة شعب يحارب من أجل أن يحصل على الحرية، وقصة ولدين صغيرين يحاربان أيضاً ليحصلا على حرية اختيار مستقبلهما. إنها قصة الحرب في جبهتين.
