كتاب موجز تاريخ الكون، من الانفجار الأعظم إلى الاستنساخ البشري
تأليف : هاني رزق
النوعية : التاريخ والحضارات
كتاب موجز تاريخ الكون، من الانفجار الأعظم إلى الاستنساخ البشري بقلم هاني رزق..إن هذا الكتاب الموجز تثقيفي الغرض، علمي الهدف، كتب كي يحقق غرضين اثنين. الغرض الأول: تقديم الحقائق العلمية بشكل مبسط كي يستقي منها العامة المعارف، التي توضح لهم الأفكار والمفاهيم الغامضة عن أصل الكون والحياة. وتبين آلية تكون المادة بدءاً من كتلة صغيرة هائلة الطاقة والكثافة والسخونة، وبحدوث الانفجار الأعظم أصبحت هذه الكتلة المتناثرة هي أصل الكون الذي تشكلت منه المجرات والكواكب والحياة على الأرض كيف حصل ذلك؟! الكتاب يقدم الإجابة.
والغرض الثاني: هو توضيح الحقائق العلمية بشكل معمق، وخاصة ما يتعلق منها ببنية الكون، وتركيب المادة وتحولاتها، ودور ذرتي السيلسيوم والكربون في الانتقال من العالم غير العضوي إلى العالم العضوي، ومن عالم الجزئيات إلى عالم الصلصال ثم إلى عالم RNA، وفيما بعد عالم DNA. وكيف تشكلت الجزئيات الحية والخلايا والكائنات والأجهزة المعقدة في جسم الإنسان، وكيف عملت الجينات، وما مشروع الجينوم البشري والهندسة الجينية والمعالجة بالجينات، ودور الاستنساخ في ذلك؟!
إنها موضوعات أرقت الإنسان منذ وجد على سطح الأرض، ولطالما حاول الإجابة عنها، مرة عن طريق الأسطورة، ومرة عن طريق الفلسفة ثم عن طريق الدين، وأخيراَ جاء العالم محاولاً تقديم الإجابات المحتملة التي تفسر الظواهر التي كانت غامضة...
أما في ما يتعلق بالهدف العلمي لهذا الكتاب، فيتمثل بصياغة نظرية تفسير تطور المادة عموماً، والمادة الحية على وجه التخصيص. فمن المعلوم أن الشرط الأساسي لأي جملة حية كي تتطور في المكان والزمن، أن تكون قادرة على الاستمرار (التنسخ أو التوالد)، وعلى التغير (الطفر). ويعد التنافس أساساً للانتقاء الطبيعي من جهة، ومحركاًَ للتطور التصادفي وفقاً للمفهوم الدار ويني من جهة أخرى. ولكن، وكما سيتضح من خلال فصول هذا الكتاب، فإن التطور كان وما يزال موجهاً نحو هدف منطقي محدود وذي معنى، لا مكان للتصادفية فيه، تقوده (منذ الانفجار الأعظم وحتى الآن) قوى الطبيعة الأربع، والقوى التكافؤية واللاتكافؤية المنبثقة عنها. إن هذه القوى هي إرادة الله. وخلافاً لمفهوم التنافس الدارويني الذي ما يزال-من حيث البرهان التطبيقي-غامضاً، فإن فعل القوى الطبيعية يقدم تفسيراً أنيقاً لهذا التنافس، الذي يحدث أساساً في مستوى الذرات والجزئيات، استجابة لفعل هذه القوى. فالذرات والجزيئات الأفضل أداءً وكفاية، تسود على الذرات والجزيئات ذات الأداء والكفاية الأقل.