كتاب موسوعة التصوير الإسلامي بقلم ثروت عكاشة..يجول الدكتور ثروت عكاشة من خلال هذه الموسوعة بين إبداعات التصوير الإسلامي. وإذا كان القارئ قد ألف أن تكون الموسوعات مرتبة ترتيباً ألفبائياً فإن هذه الموسوعة على خلاف ما يألف، إذ تقع في أبواب موضوعية عدتها ستة، ينتظمها تتابع زمني موزع توزيعاً جغرافياً، وتتطرق الموسوعة في أول أبوابها إلى مناقشة موضوع التصوير بين الإباحة والتحريم وكذلك له ملامح التصوير الإسلامي بصفة عامة مع اختلاف الزمان والمكان، مستعرضة فنون الزخرفة الإسلامية عن توريق متشابك أو رقش،
وفنون النحت والنقش البارز والتصوير الجداري وخيال الظل، ونظرة كل من أهل السنة والشيعة إلى التصوير، فضلاً عن السمات التي يتفرد بها التصوير الإسلامي، وتحديد المصادر الحضارية المختلفة التي لقن عنها واقتبس منها والموضوعات التي تناولها والمصاعب التي يلقاها من يقبل على دراسة فنون التصوير الإسلامية، ثم مكانة المصور المسلم في مجتمعه. وإذ قد مر التصوير الإسلامي بمراحل متعددة، لكل مرحلة عواملها المؤثرة فيها وظروفها وبيئاتها ومصادر إلهامها، أمكن حصرها في مدارس أربع رئيسية تنقسم بدورها إلى مدارس فرعية زماناً ومكاناً.
ولقد أفردت هذه الموسوعة لكل من هذه المدارس الأربع باباً مستقلاً، فيتناول الباب الثاني مدرسة "التصوير العربي" التي نشأت في العراق وسوريا ومصر والأندلس، ويتناول الباب الثالث مدرسة "التصوير الفارسي" بعهديها التيموري" و"الصفوي". ويتناول الباب الرابع مدرسة التصوير التركي منذ القرن السادس عشر بعهديها: عصر الوثائق التاريخية وعصر النيوليب. ويتناول الباب الخامس مدرسة "التصوير المغولي في الهند" منذ نشأت الإمبراطورية المغولية بالهند" عام 1526 إلى اضمحلالها عام 1858، وقد أفردت الموسوعة الباب السادس للصور الإبداعية الرامزة في المنمنمات الدينية باعتبار أن الفئات يلوذ برموز تسبغ على منجزاته ألواناً من التخيلات المعبرة عن أحاسيسه الخفية الغيبية لا عن ملامح البيعة الوقعية. ولقد كان من الطبيعي لإعطاء القارئ فكرة أكثر ما تكون دقة وكمالاً عن التصوير الإسلامي أن يزوده كاتب هذه السطور بأكبر قدر من آثار هذا الفن المتميز. فلم يقف عمله عندما قدمته المؤلفات العربية والأجنبية فحسب بل تخطى ذلك إلى الرشف من مناهله الأهلية إلى المتاحف ودور الكتب والمعارض التي تزخر بالمخطوطات الإسلامية عربية كانت أم فارسية أم تركية أم مغولية حيث وقع على كنوز شائقة نادرة.