كتاب موسوعة الخيول العربية والعالمية

تأليف : محمد سلطان

النوعية : الفكر والثقافة العامة

كتاب موسوعة الخيول العربية والعالمية بقلم محمد سلطان ..لم تكن الخيول العربية أفضل الخيول في العالم مصادفة، ولم يكن الجواد العربي الأصيل أثمن الجياد مصادفة أيضاً، إن ذلك يعود إلى مئات من السنين قضاها العرب يعتنون بخيولهم أشد الاعتناء، ويهتمون بها اهتمامهم بأنفسهم وبعيالهم، فنتج عن أيديهم أفضل سلالات العالم من الخيول، وأصبح الحصان يتضاعف ثمنه عندما ينعت بأنه عربي.


كان الحصان في العصر الجاهلي، رفيق العربي في حربه، وصيده، وتنقله من مكان لآخر، فعليه يحارب الأعداء، وينجز بنفسه إذا لم يكن الانتصار في المعارك حليفه، وبه يغزو الأعداء ويسبي، ويشن الغارات.

ولم يكن الحصان بالنسبة للعربي في العصر الجاهلي مجلبة للمنافع ومدرأة للأخطار وحسب، بل كان له نعم الرفيق والمؤنس في الفيافي الشاسعة.

ومن أجل هذا وغيره احتفل العربي بالحصان أيما احتفال، واعتنى به عناية فوق ما يحسب المرء، واهتم به اهتماماً لا نظير له عند سائر الشعوب، وكان من مظاهر هذا كله أن العرب كانوا يتسابقون إلى اقتناء الجياد العتيقة التي هي المال عندهم، لا غيرها أو هي أحسن المال وأثمنه.

وعندما جاء الإسلام برسالته إلى الناس جميعاً والعرب خاصة، أدرك النبي العربي محمد بثبات بصره، وحكمة بصيرته، ما للخيل من أهمية بالغة من نشر الدين الحنيف، ومقاتلة المشركين أعداء الله.

وبعد الرسول ظلت كلمته المشهورة: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، شعار المسلمين فاقتنوا الخيول، وتفاخروا بها، وبأنسابها، فتسابق الأمراء والخلفاء إلى اقتناء أكبر عدد منها، وتزويد جيوشهم بها لما لها من فعالية حاسمة في المعارك، ثم ما لبث أن نهض الكتاب يكتبون في أنسابهم وصفاتها ومميزاتها وفي مختلف الشؤون المتعلقة بها.

وفي العصور التي تلت العصر العباسي ظل للجواد مكانته المرموقة، وخاصة في الحروب، وما أكثرها بين العرب والفرنجة من جهة، وبين العرب فيما بينهم من جهة أخرى، وكذلك ظل البدو يعتنون بجيادهم كما كان أسلافهم يعتنون بها.

أما في العصر الحديث، ومع غزو الحضارة بكل تقنياتها وآلاتها المتطورة للبلدان العربية، فقد شهدنا، مع الأسف تراجعاً ملحوظاً في تربية الخيل والاعتناء بها، وحلت السيارات مكانها في التنقل والألعاب الرياضية المختلفة مكان ألعاب الفروسية، واقتصر الاهتمام بها على نفر من الفرسان، والأمراء والذين يرغبون في العودة إلى الجذور حيث الأصالة والفروسية بكل ما فيها شهامة ومروءة.

وما إعداد هذه الصفحات سوى عودة إلى الأصالة، وعودة إلى التراث العربي الشرقي المليء بالفروسية، والبطولة، والشهامة، وغايته الأهم هي لفت الانتباه إلى الحصان العربي الأصيل، وإلى مكانته في تراثنا العربي، وأهميته حتى في عصر التكنولوجيا الذي نعيشه

شارك الكتاب مع اصدقائك