كتاب موسوعة النبي والخلفاء الراشدين,#1 بقلم محمد رضا..لكتب السيرة النبوية وسير الصحابة مكانة مهمة في التاريخ الإسلامي، إذ تمثل هذه المصادر الوسيلة الفضلى التي نقلت إلينا الحوادث والأخبار بدءاً بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ونشأته وتلقيه الوحي وانتشار الدعوة وصولاً إلى فتح الفتوحات وانتشار الإسلام في بقاع الأرض. وقد حرص العلماء على تدوين هذه الحوادث المشرقة باهتمام ودقة بالغين، فاحتل هذا العلم حيزاً من الاهتمام في العصور التالية لظهور الإسلام، إذ ظهرت كتب التاريخ على تنوعها واختلاف اهتماماتها.
ومن أوائل من دونوا السير وألفوا فيها، أبان بن عثمان المتوفى سنة 105هـ، وهب بن منبه المتوفى سنة 110، عاصم بن قتادة المتوفى سنة 124هت وعبد الله بن أبي بكر بن حزم المتوفى سنة 135هـ. ثم توالت الكتابات والمصنفات على مديات العصور وظهرت المطولات من كتب التاريخ وأهمها، مؤلفات الإمام محمد بن جرير الطبري، محمد بن إسحاق محمد بن عمر الواقدي، ومحمد بن سعد صاحب "الطبقات" وغيرهم. على أن أشهر كتابين للسيرة النبوية ظلا "سيرة ابن إسحاق" و"سيرة ابن هشام".
وفي العصر الحديث ظهرت مجموعة كبيرة من الكتابات التاريخية التي عنيت بالتاريخ عامة أو بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بشكل خاص. ومن هذه المصنفات كتابات الأستاذ محمد رضا التي تميزت بعدة أمور، ومن أهمها أنها تتضمن سرد الوقائع التاريخية واستعرض الروايات المختلفة بأسلوب قصصي جذاب، سهل وممتع، تتداخل فيه المعلومة العلمية بجذالة التركيب وسهولة الفهم.
ولا يخفي أن الأستاذ رضا كان قد ركز في سلسلة كتبه التي سعى إلى إصدارها على إظهار الدروس والعبر والعظات المستفادة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه لتكون قدوة وأسوة للأجيال الجديدة ولكل من يطالعها.