كتاب ميراث الاستبداد بقلم إبراهيم البيومي غانم هذا الكتاب يكشف عن الجذور العميقة للدولة المستبدة، ويحاول أن يزيح الوهم الكبير الذي ما برح سدنتها يرددونه علي مر التاريخ لترسيخ استبدادها وهو: أن الدولة لها وجود أزلي أبدي، ومفارق للوجود الإجتماعي، وأنها فوق الإنسان وليست خادمة له.لقد دمر الاستبداد عمران حضارتنا الإسلامية، وأسهم في
تكبيل إرادة أمتنا وسلب حريتنا، وجعل بلادنا نهبة لقوي الإحتلال الأجنبي وسيطرته، كما قادها للفشل علي يد قوي الفساد الداخلي وطغيانه ومظالمه.والأسئلة التي يحاول الكتاب الإجابة عليها هي: هل علة الاستبداد كامنة في فلسفة فكرة الدولة الحديثة التي نشأت في مجتمعات الأمة الإسلامية خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/التاسع عشر والعشرين الميلاديين؟ أم أن العلة كامنة في ثقافة مجتمعاتنا وموروثاتها السياسية من أزمنة التدهور والاستبداد في عهود الدولة السلطانية؟ أم هي في السياق المحلي والإقليمي والعالمي العام الذي تعمل فيه هذه الدولة الحديثة؟. أم هي كل ما سبق؟. وهل هذه الدولة وُجدت لتبقي إلي الأبد مهما توحشت ومهما أصابها الإخفاق؟ أم هي معرضة للانقطاع، كما انقطعت "الدولة السلطانية" علي النحو الذي أشار إليه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، وشمس الدين الذهبي في كتابه "دول الإسلام"، وابن ظافر الأزدي في كتابه الذي يحمل عنواناً لافتاً هو: "أخبار الدول المنقطعة"؟!.إن للاستبداد ميراثا ثقيلاً في تاريخ كل المجتمعات، ومنها مجتمعات الأمة الإسلامية قديماً وحديثاً. وهذا الكتاب يبرهن علي أن استبداد "الدولة السلطانية" كان أخف وطأة وأقل ضرراً من "ديمقراطية" الدولة الحديثة التي عرفتها مجتمعاتنا خلال تاريخها الحديث والمعاصر. ويقترح البدء بمعالجة الاستبداد من جذوره النفسية وقواعده النظرية، لا من نتائجه السلبية وعوارضه الظاهرية.