كتاب هل هو عصر الجنون تأليف مصطفى محمود .. لا توجد كلمة في القاموس تعددت معانيها وتنوعت وتناقضت بقدر كلمة أحبك...وأكاد أقول إن هذه الكلمة لها من المعاني بقدر عدد الناس أي أربعة آلاف مليون معنى... فالذي يقتل يقول قتلتها لآني أحبها ، والذي ينتحر يقول انتحرت لأني أحبها ، والمرتشي واللص والمختلس يقول فعلت ذلك لأني أحب ، والغيور لدرجة الجنون يقول أنه يغار لأنه يحب ، والمتساهل لدرجة الانحلال يقدم زوجته لمن تشتهي من الرجال ويقول فعلت ذلك من فرط الحب.... والصوفي المتجرد لربه يقول أرى الله في وجوه الأطفال وفي تفتح الورود وفي سقسقة العصافير ورفيف الفراش ويقول حبي للمخلوقات من حبي لخالقها ، ولهذا تجرد حبي من الحظوظ والأهواء والمنافع والأغراض ولأوطار وصار حبا لله وفي الله.... وأهل الاعتدال اعترفوا بالعجز عن التجرد عن الحظوظ والأهواء والشهوات وقالوا حسبنا أننا أخضعنا شهواتنا لأحكام الشريعة وأردنا الحب زواجاً وعماراً للأرض ومودة ورحمة... وأهل الأطماع أحبوا في المرأة غناها وأهل الشهوات أحبوا في المرأة جسدها.. وأهل الفن أحبوا في المرأة جمالها... وأهل الخير أحبوا في المرأة معوانا لهم على الخير...وأهل الشر أحبوا المرأة معوانا لهم على الشر... وأهل القلق والهموم أحبوا المرأة هروبا وأفيونا... وأهل الإجرام أحبوا المرأة جاسوسة ونشالة ولصّة ... وأهل التجارة أحبوا المرأة سمسارة... ومديرة علاقات ومروجة سلع....