كتاب هيدروبوليتيكية سد النهضة بقلم محمد عبد السلام .. لاشك أن قضية المياه تعتبر من أخطر القضايا ، إن لم تكن بالفعل أخطر قضايانا الداخلية كلها . قضية تفرض نفسها على كثير من حاضرنا ومستقبلنا. وإذا كنا نريد أن ندخل القرن الحالي بإقدام وخطى واثقة واطمئنان حقیقی وأمان كاف و يقين راسخ ، فلابد وأن نولى قضية المياه ما تستحقه من عناية واهتمام و رعاية وأن نوفيها حقها من البحث والدراسة العميقة الشاملة ونخطط التخطيط السليم الواعي للحفاظ عليها ورعايتها وتنميتها وحسن استمرارها واستغلالها الاستغلال الأمثل ونبدأ مباشرة وبدون تباطؤ في تنفيذ البرامج العلمية الجادة لتنفيذ ذلك كله على أن يكون التنفيذ بجدية وحسم شدید وبلا ثغرات من أي نوع وفي كافة المجالات وعلى أن يكون المنطلق الأساسي هو الحفاظ على كل قطرة ماء ، الماء هو أكثر مكونات الأرض تميزه، فقد كان مسرحا لتطور الحياة ويدخل في تركيب كافة أشكالها في الوقت الحاضر ولعله من أثمن الموارد التي أنعمت بها الأرض علي البشرية جمعاء. ويرى الكثير من العلماء المهتمين بقضايا المياه وخبراء الاستراتيجيات الدولية، والذين يعتقدون بان الذي يسيطر على المياه يسيطر على الشرق الأوسط والذي يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على مصادر النفط العالمية، وبالتالي فالمنطقة مرشحة لمزيد من الصراعات حول المياه ، كما أيد أولئك ما ذهب إليه جويس ستار المتخصص في الشرق الأوسط وقضايا الأمن المائي ، وفي منتصف الثمانيات من القرن الماضي عندما استخدم لأول مرة مفهوم حرب المياه في مقالة له في مجلة فورن أفيرز وحدد عشرة أماكن في العالم مرشحة أن تكون ميدانا للحروب بسبب ندرة المياه العذبة، ويقع اغلبها في منطقة الشرق الأوسط ، حيث تشارك دول عدة مياه مجموعة من الأنهار، مثل نهر الأردن ، ونهري دجلة والفرات ، ونهر النيل.