تبدو براعة وسائل الإعلام، وقدراتها الفائقة على صناعة القبول، عندما تلتزم بحد أدنى من المستوى الأخلاقي في عرض الحقائق والدفاع عنها، لأن الحق في ذاته قوة قادرة على الإقناع. إنما تظهر براعتها بقدر ما تنجح في صرف أنظار الناس عن صميم المشكلات،
وفي طمس الحقائق واختلاق البدائل، وتزيينها في أعين الناس، لتغيير قناعاتهم حولها. ولابد، لتسويغ وجودها، من شطر الناس إلى نخبة واعية تفرض وصايتها على رعاع غبي لا يقوى بنفسه على إدراك مصالحه. ولابد أن تكون القوة في يد هذه النخبة، لتقرر نوع المعلومات والأهداف المطلوبة للإقناع، فتتحرك الآلة الإعلامية، رغباً أو رهباً، لترويض الرعاع عليها.. وتروج سوق النفاق، وازدواج المعايير، وتلك هي (هيمنة الإعلام) التي يتصدى نعوم تشومسكي لكشف عوارها.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.