كتاب وجد لا ينام بقلم معن السلطان .....يتناول كتاب (وجْدٌ لا ينام) تجربة المؤلف الشخصية مع الاضطراب الوجْداني ثنائي القطب، حيث تتصاعد أحداث القصة بدءًا من انتقاله للعيش والدراسة في مدينة نيويورك، مرورًا برحلة التشخيص والعلاج النفسي، ثم التحول واكتساب دروسٍ عديدة ساهمت في ولادته من جديد، وتصحيح الكثير من مفاهيمه وأنماط
تفكيره.يُمثّل الكتاب تجربةً تنبض بالأحداث العميقة التي تعكس تحوّلًا كبيرًا في حياة الكاتب، وباعثًا على تدوين قصّته في عملٍ يمزج بين السيرة والرواية والواقع والخيال.يُعبّر هذا الكتاب عن كثيرين ممّن يتشاركون التجربة ذاتها، إذ يأخذ قارئَه في رحلة استثنائية داخل متاهات النّفس الإنسانية شديدة التعقيد، إنها كتابة ذاتية شجاعة وصادقة، مأخوذةٌ بتصوير التفاصيل المختلفة للتجربة الوجْدانية التي يُعانيها ملايين البشر في شتى بقاع العالم، وهي بذلك تُحارب سَجن وتطويقَ مثل هذه التجارب في صدور من يعانونها، بحجّة العار أو المنقصة.إنّ هذا الكتاب هو خطوة مهمّة لتوعية المجتمع العربي حول الصحة النفسية؛ سعيًا إلى تفنيد المفاهيم السائدة والمغلوطة، حيث يحاول إحداث تغيير في نظرة المجتمع إلى الاضطرابات النفسية، وتعاطيه معها ومع أصحابها.يؤكد الكتاب بشدة على دور جلسات العلاج النفسي ودور المعالج المهمّ في الأخذ بيد المريض، وتفهُّم معاناته، وإنارة طريقه المعتم ليتمكّن من فهم ذاته، ويدرك تفاصيل رحلته.ولعلّنا لا نستغرب أنّ أكثر الكتاب إبداعًا قد يكونون أولئك الذين يكتبون بارتباك وقلَق، فكما يقول الكاتب الدكتور معن السلطان عن تجربته:"لقد كنت غارقًا في اللّاوعي سنواتٍ عديدة، وحدها النوبة أيقظتني. حصل ذلك عندما انهار عالمي كله وفقد معناه، عندما واجهتُ الموت نفسيًا؛ فبزغت شمس السلام وأبصرتُ عالمًا جديدًا. لقد تحول عندها الحديد إلى ذهب، والعذاب إلى وعي، والكارثة إلى نور. لقد أدركتُ أنّ أسوأ ما قد يصيب المرء قد ينقلب إلى أفضل شيء يحدث له."