. سرد مميّز، يجتهد في رسم نهايات بشرية فارقة، فردية وجماعية، ويعمل على الإمساك بلحظاتها الأخيرة وتخليدها بالكتابة، مخافة أن تكون نهبا للنسيان أو الإهمال. إن كل ما هو إنساني جدير بالتذكر، بالترسيخ ولو بصورة رمزية، وبالاحتفاء أو بالتأبين. ومهمة الكتابة هي رصد الإنسان، بأفكاره
وتناقضاته وصراعه مع نفسه ومع تاريخه. يقارب الكاتب هنا كل قصة على نحو خاص، من الأعمى الذي أبصر إلى أبعد من مجال النور، وصولا إلى سيجارة الاعتراف التي تشبه ضميرا يحترق، ونجده يسلك بنا في كل مرة طريقا مختلفا لنعيش الحالة، ويخترع لأبطاله مصيرا غير متوقع أحيانا، كأن الحياة لعبة احتمالات، إذ تلتهمهم الحوافّ، وهم يقفون على أعتاب النهايات"