ووصولًا إلى التقنيات المذهلة التي نعرفها ونستخدمها حاليًّا. ويقال إن التكنولوجيا المتقدمة قلَّلت إلى حد كبير نسبة الفقر في معظم العالم الغربي، وخلقت مزيدًا من الثروة للمزيد من الناس بشكل يفوق ما كان يمكن تصوره على مدار التاريخ البشري كله. ولكن الحقيقة هي أن التكنولوجيا لم تكن هي التي فعلت ذلك، فلم يكن السبب هو الثورة التكنولوجية؛ بل الثورة الإدارية. فمديرو الشركات والمؤسسات على جميع المستويات هم الذين كانوا مسئولين عن التقدم الكبير، ودائمًا ما تأتي التكنولوجيا بعد التطوير الإداري. في هذا الكتاب، سأتحدث عن إحدى وعشرين فكرة أساسية يمكن استخدامها لتُصْبح أكثر فاعلية كمدير. فما السبب في أهمية هذا الموضوع؟ في دراساتي على مر السنين، قرأت مئات الكتب، وحصلت على شهادة جامعية في إدارة الأعمال، وعملت مستشارًا ومدربًا وموجهًا لأكثر من ١٠٠٠ شركة كبيرة، وأنا أعمل كل عام مع مئات وأحيانًا آلاف المديرين. ولقد رأيت مديرين جيدين وآخرين سيئين، ووجدت، كما يمكنك أن تتوقع، أن ٢٠٪ من المديرين يحققون ٨٠٪ من النتائج، ما يعني أن ٨٠٪ من المديرين يحققون ٢٠٪ من النتائج فقط. إن هدفي في هذا الكتاب هو إعطاؤك التقنيات والأدوات والأساليب والأفكار، لتنتقل إلى نسبة الـ٢٠٪ المتفوقين. وإذا كنت ضمن نسبة الـ٢٠٪ بالفعل، (وقراءتك لهذا الكتاب تشير إلى أنك تقع ضمنها بالفعل)، فستتعلم كيف تنتقل إلى أفضل ٥٪ من المديرين، ثم إلى أفضل ١٪.
كتاب الإدارة: مكتبة براين تراسي للنجاح - براين تراسي
منذ مائتي سنة، وخلال السنوات الأولى من الثورة الصناعية، كان معظم سكان العالم فقراء. وإلى اليوم، لا يزال معظم سكان العالم فقراء. وعلى مدى المائتي عام المنصرمة، خضنا الثورة التكنولوجية، بدءًا من ظهور المحرك البخاري والكهرباء،