تركت أغاثا كريستي إرثاً غنياً من الروايات و المسرحيات البوليسية الأكثر انتشاراً في الأدب العالمي الحديث، و كانت حياتها عاصفة لا تهدأ، فمع شغفها المتواصل بالكتابة اليومية كانت تطوف حول العالم بكل أنواع وسائل النقل،
لتعرف كل وجوه الحياة في العالم، و تكتشف كل ما هو غريب أو جميل أو عجيب أو مخيف، في الطبيعة و المدن و الشواطئ و الجزر و سكانها وتقاليدهم و طباعهم، و قادها بحثها عن الماضي إلى معاينة المسكشفات الأثرية في الشرق، في مصر و العراق و سوريا، و التقت عام ١٩٣٠، بين أطلال مدينة اور، بخبير الآثار ماكس مالوان فتزوجا،و عملا معاً في الحفريات الأثرية في نينوى و أور و نمرود و الأربجية، و كانت أغاثا ترصد كل المتاعب و الأحداث و الشخصيات و المفاجآت التي مرت بها من بريطانيا إلى بيروت و حمص و دمشق و تدمر و حلب و دير الزور، و ذهلت من كثرة التلال المتناثرة في الجزيرة السورية، ولكن عشقها انصب على تل براك، و في وقفة حالمة أمام التل طرحت علية السؤال: تعال قل لي كيف تعيش؟ ثم كتبت جوابه في قصيدة.