هو محمد زهير بن مصطفى بن أحمد بن علي الحسيني الشاويش، يرجع في نسبه إلى الحسين بن عليٍّ رضي الله عنه.
ولد في حيِّ المَيدان الدمشقيِّ، في الثامن من ربيع الأول 1344هـ (25/ 9/ 1925م): عالم سلفي، باحث ومحقِّق، ووجيه مجاهد، من روَّاد العمل الإسلاميِّ في الشام، ومن شيوخ الناشرين، عُرف بعزَّة النفس وعفَّة اليد، والسخاء والعطاء، وبذل المال والجاه في نصرة الحقِّ والسنَّة.
شارك في مقاومة الاحتلال الفرنسيِّ سنة 1945م، ثم مقاومة الصَّهاينة والإنكليز عام 1948م.
من أعضاء جمعيَّة التمدُّن الإسلامي، وجماعة الشبَّان المسلمين.
وله مشاركةٌ فاعلة في الحركة الإسلاميَّة مع الشيخ مصطفى السِّباعي والأستاذ عصام العطَّار، وتبوَّأ مناصبَ قيادية رفيعة فيها، وانتُخب عضوًا في البرلمان السوريِّ عام 1961م.
لم يُتمَّ دراسته النظاميَّة ولكنَّه اعتنى بطلب العلم الشرعيِّ، وكثرة المطالعة، وإدمان النظر في كتب التراث الإسلامي. وأخذ عن كبار العلماء أمثال المشايخ: محمد بهجة البَيطار، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن عبدالعزيز المانع.. وحصَّل عشَرات الإجازات الحديثيَّة والعلميَّة من كبار علماء العصر المسنِدين من أقطار العالم الإسلاميِّ المختلفة.
فمن كبار مشايخه في الإجازة، السادة العلماء:
محمد جميل الشطِّي (الدمشقي)، وأحمد محمد شاكر (المصري)، وإبراهيم الراوي (العراقي)، ومحمد بن عبدالله آل عبدالقادر (الأحسائي)، ومحمد البشير الإبراهيمي (الجزائري)، وعبدالوهَّاب الحافظ دبس وزيت (الدمشقي)، وعبدالله القلقيلي (مفتي فلسطين والأردن)، وعبدالرحمن بن يحيى المعلِّمي (اليماني ثم المكي)، ومحمد راغب الطبَّاخ (الحلبي)، وتقي الدِّين الهلالي (المغربي)، وصلاح الدِّين بن رضا الزعيم (الدمشقي)، وسعدي ياسين الصبَّاغ (الدمشقي ثم البيروتي)، وحسين أحمد المدني (مرجع أسانيد أهل الهند)، ومحمد بن محمود الحامد (الحَمَوي)، ومحمد سعيد العَرْفي (الفُراتي)، ومحمد بن عبدالعزيز المانع (القصيمي ثم القطري)، وحبيب الرحمن الأعظمي (الهندي)، ومحمد سالم البِيحاني (العَدَني)، ونافع الشامي (الإدلبي).
وحضر وهو صغير مجالسَ المحدِّث الأكبر بدر الدين الحسني وله إجازةٌ منه، وبدأ بالتحديث عنه عام 1414هـ أي بعد زُهاء ستين سنةً هجرية من وفاة الشيخ البدر رحمه الله عام 1354هـ[2].
كان للشيخ صلةٌ وثيقة بكبار رجالات العصر والزعماء وذوي المكانة، ومنهم أمراء الخليج عمومًا، وقادة السعودية وقطر خصوصًا.
ففي قطر كانت علاقتُه متينةً بأميرها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، وأصبح مستشارَه العلميَّ، واستمرَّت صلته بخلَفه الشيخ أحمد، ثم الشيخ خليفة.
وفي السعودية كانت علاقتُه قويةً بملوكها سعود وخالد وفيصل، فضلاً عن صلته بدار الإفتاء، وسائر الدوائر الرسميَّة، وكان بينه وبين الملك عبدالعزيز مراسلاتٌ كثيرة.
أسهم الشيخُ في تأسيس التعليم الحديث في دولة قطر، وعمل على إدخال ما هو نافعٌ ومفيد في مناهجها ومقرَّراتها، مع تثبيت تعليم البنات ونشره بين أبناء البادية، وشارك في إنشاء المعهد الدينيِّ فيها.
افتتح سنة (1370هـ/ 1950م) دارًا لتحقيق التراث الإسلاميِّ ونشره، باسم (المكتب الإسلامي)، في محلَّة الحَلْبُوني بدمشق، ثم اضطُرَّ مكرَهًا إلى الانتقال إلى بيروت سنة (1382هـ/ 1963م)، وصارت الدار من أكبر دور النشر في العالم العربي.
امتاز المكتب الإسلاميُّ بما نشر من كتب التفسير، والفقه، والحديث النبويِّ الشريف، والتراث السلفيِّ عمومًا ومصنَّفات شيخ الإسلام ابن تيميَّة خصوصًا. وشارك الشيخُ زهير فريقَ العمل في التحقيق العلميِّ والتصحيح، وقدَّم لكتب كثيرة، واستقطب إلى مكتبه أفاضلَ أهل العلم، منهم السادة العلماء:
محمد ناصر الدين الألباني، وعبدالقادر الأرناؤوط، وشعيب الأرناؤوط، ود. محمد بن لطفي الصبَّاغ، وصالح بن أحمد الشامي، ونزار الخاني، وإسماعيل الكِيلاني.
واعتمد في تحقيق كتب الفقه الحنبليِّ على عدد من الفقهاء على رأسهم:
العلامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع، والشيخ عبدالقادر الحتَّاوي (الدُّومي).
وانتفع كثيرًا بنصح العلامة المربي الشيخ عبدالرحمن الباني، وعدد من الأفاضل منهم: شيخ العربيَّة العلامة أحمد راتب النفَّاخ، والأستاذ الداعية الكبير عصام العطَّار.
وجمع الشيخ مكتبةً ضخمة تعدُّ من كبرَيات المكتبات الخاصَّة في العالم العربيِّ، ضمَّت عشرات ألوف الكتب المطبوعة، وأكثر من عشَرة آلاف مخطوط، فيها مصنَّفاتٌ كثيرة بخطوط مؤلفيها، ومئاتُ المخطوطات النادرة والفريدة التي لا يُعرَف نسخةٌ أخرى منها في العالم. وتعدُّ سجلاَّت محفوظاته الخاصَّة (الأرشيف الشخصي) من أندر السجلاَّت وأثراها؛ بالرسائل والوثائق والصور وخطوط الأعلام والمشاهير.
وهو من أعرف الناس بالمخطوطات العربيَّة، وله عنايةٌ بجمع تراث علماء الأس