كتب عمر عبد الرحمن

عمر عبد الرحمن


التعريف بالدكتور عمر
تاريخ الميلاد: 3/5/1938.
محل الميلاد: الجمالية. مركز المنزلة.. دقهلية.
الأولاد: محمد 10 سنوات، أحمد 9 سنوات، عبد الله 8 سنوات، فاطمة 6 سنوات، عبد الرحمن 4 سنوات، أسامة 3 سنوات، الحسن 2 سنة، عمار أطال الله في عمره.
النشأة: نشأت بين أبوين فقيرين.. قالوا لي: إنك فقدت البصر بعد عشرة أشهر من ولادتك.. وفي طفولتي المبكرة كان خالي يصحبني للمسجد، ويقرئني القرآن.. حتى إذا ما بلغت الخامسة أدخلوني معهداً من معاهد الأكفَّاء وهو " معهد النور للأكفاء " لتعليم القراءة والكتابة بطريقة برايل، وكان هذا معهداً داخلياً بطنطا أخذت فيه الحضانة الابتدائية ثم ذهبت إلى البلدة وأكملت حفظ القرآن في سن الحادية عشر، ثم التحقت بالمعهد الديني بدمياط، ومكثت في هذه المعهد أربع سنوات حصلت بعدها على الشهادة الابتدائية الأزهرية.
كان خالي بمنزلة العين لي في حفظ القرآن.. حيث كان يتفرغ لي كثيراً، وكنا نذهب قبل الفجر إلى المسجد القريب من بحيرة البركة بدمياط قبل الفجر في اليوم السابق لنقرأ دروس الغد حتى نكون مستحضرين لما يقوله الأستاذ في كل حصة.. ورغم البرد الشديد، والمطر المستمر الذي تعرفه دمياط فإننا كنا نتسابق في ذلك الوقت للذهاب إلى المسجد والجلوس على الحصير كي يمكننا ذلك من استحضار الدروس.
ثم التحقت بعد ذلك بمعهد المنصورة الديني.. وكان حديث العهد بالافتتاح والكل فرح به، وكان يضم 3000 طالب.. مكثت فيه خمس سنوات حتى حصلت على الثانوية الأزهرية سنة 1960 وكان معروفا أن سنوات الثانوي الأزهري تعد سنوات التحصيل والفهم، والتعمق في العلوم الدينية واللغلوية.. فكنا نذاكر دروسنا جيدا، وفي كثير من الأحيان نقوم بشرح الدروس مكان الأستاذ، بل لكثرة ما نطلع عليه من كتب غير الكتب الأزهرية كنا نتحدى الأساتذة ونسألهم أسئلة تَحَدٍّ وتعجيز.
ثم التحقت بكلية أصول الدين بالقاهرة ومكثت فيها خمس سنوات حيث تخرجت فيها سنة 1965، وكانت سنوات الدراسة فيها 4 سنوات.. لولا أن مدير جامعة الأزهر حينئذ كان مقتنعا بعد قوانين تطوير الأزهر بأن يطور الدراسة أيضاً في كليات هذه الجامعة وإضافة سنة احتوت في منهجها على بعض المواد الحديثة.. وبذلك يكون بهذه السنة الإضافية قد أضاع علينا سنة من أعمالنا.
تخرجت في الكلية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.. ومع ذلك لم أعين في الكلية.. وإنما عينت في وزارة الأوقاف حيث لم تطلب الكلية معيدين وقتها.. فعينت إماما لمسجد بقرية من قرى محافظة الفيوم.. ذلك أنهم عينوا دفعة من الأئمة كان نصيبي فيها هذه القرية التي تسمى " فيدمين ".. وهي قرية يسكنها حوالي 000‚20 نسمة يشكل النصارى فيها ما يزيد على الثلث وتشتهر بزراعة الزيتون والليمون وهي بلدة تجارية يغلب على أهلها الطابع السوقي وكثرة الحلف بالطلاق.. وبتوفيق الله تعالى بذلت الجهد، وعملت قدر المستطاع في هذا العمل الذي أهواه وأحبه حباً جماً.. وهو "إمام المسجد" فامتلأت الصفوف، واتجه الجميع.. الصغير والكبير، الرجال والنساء إلى المسجد..
كان شعاري في العمل بالدعوة أن يجد الإنسان في عمله، ويبذل قصارى جهده، فيفتح الله عليه.. وصلاة الفجر التي كانت لا يصليها سوى فرد أو اثنين أصبحت صفوف المسجد تمتلئ بالمصلين..
في السنة الثانية للتخرج مباشرة أخذت السنة الأولى في الدراسات العليا المعروفة بالدبلومة، وفي السنة الثانية أخذت الدبلومة الأخرى.. وهاتان السنتان تعادلان الماجستير.. بالإضافة إلى بحث يقدم ويناقش فيه ثلاثة من الأساتذة.. وكان موضع بحث الماجستير هو "الأشهر الحرم" وبذلك أكون قد حصلت على الماجستير بعد حرب 5 يونيه سنة 1967 بما يقرب من شهرين.. وفي هذه السنة كنت قد انتقلت إلى عاصمة المحافظة، وبدأت أخطب في مساجدها متنقلا من مسجد إلى مسجد آخر.
من شيوخي الأستاذ الدكتور "محمد أبو شهبة" والأستاذ الشيخ الدكتور "عبد العظيم عباس "، والأستاذ الشيخ الدكتور "أحمد السيد الكومي".. وغيرهم.. وهؤلاء الثلاثة هم الذين اشتركوا في مناقشة رسالة الدكتوراة.. وهم أيضاً الذين يكتب عنهم العلم.
في عام 68 نقلت معيداً بالكلية مع استمراري بالخطابة في الفيوم متطوعاً، وبدأت أتناول في خطبي بعض النقائض في الدولة.. وكلها نقائض.. وبدأت المباحث تستدعيني بعد كل خطبة، وكان ذلك في عهد عبد الناصر.. وإذا تناولت في الخطبة شيئاً من قضية فرعون فهم الحاضرون جميعاً أن ذلك يقصد به عبد الناصر.. وكثر نقدي للحكومة وكثر استدعائي، حتى فوجئت في أبريل سنة 69 باستدعائي إلى إدارة الأزهر حيث التقيت بالأمين العام للأزهر الذي أخبرني أنني قد أحلت إلى الاستيداع.. ويظهر أنها عقوبة عسكرية انتقلت إلى الجهات المدنية.. وبمقتضاها يترك الإنسان عمله ويجلس في بيته يتقاضى راتبه لمدة 3 شهور، ثم يأخذ نصف المرتب لمدة سنة أو اثنتين.. فإما أن يعاد أو يفصل.. وكان راتبي يومها مجمداً لا يزيد عن 23 جني