رواية أشياء رائعة

تأليف : ريم بسيوني

النوعية : روايات

من كتاب الموتى و الاحياء ايها اللص الاول..صاحب خطوة المبادرة. يا من اخترق المستحيل و نفض الغبار و اكتشف الكنز. اعذرني فلغتي العربية يرثى لها..لم اتعلم في المدارس المصرية التي انتجتها الثورة و ليس لي اعتراض على الثورة فالثورات نتاج الغضب و الغضب يولد الرخاء و الرخاء يولد اللصوص مثلك. ونحن بلد الرخاء القليل و الكثير من الغضب و نحن عندما نغضب نصرخ

  و عندما نصرخ نبكي و عندما نبكي نفوض امرنا للخالق و نحيا في صبر و استسلام. على كل انا لست من نتاج الثورة الاولى و الثانية و الثالثة و لست من نتاج التيار الماركسى او الناصري او الرأس مالي او الديني او العربي او العبري او اللصوصي او الاقطاعي او تيار الوعي و اللا وعي. انا لا انتمي لطبقات الشعب الكادح. انا انتمي لمجموعة نادرة و قليلة سأتكلم عنها بعد قليل. ايها اللص المكافح الذي اجتهد ليصل الى الهدف ووصل اخيرا..عندما تقرأ هذه الكلمات على جدار المقبرة ستعرف من انا و من هي بلدي؟ امراة خائنة ام قاسية ام مخادعة ام اصيلة ام صبورة ام ارملة تتلاعب بها الاقدار. ستعرف من هي .. و اعذرني فعربيتي ركيكة للغاية و لماذا اتعلم العربية اصلا و انا مصري نادر كوالدي و جدي، ..عالم..كاهن في يده مفاتيح الحياة و الموت. و في يده سر الخلود و البقاء..مصري صمم المجد و سيطر على الفراعنة و حكم الملوك. والدي كان يقول دائما " لكل بلد ملك واحد فقط يحيا في ترف بينما الجميع يكدح و في كل بلد عالم واحد يسيطر على الملك اما في بلدي..اما في بلدي.. فهناك عدد كبير من الملوك وعبيد لا تحصى..في بلدي يمكنك ان تحيا ملكا بين اسوار مقبرتك الرائعة و تسحق الفقر و العبد و الشعب و القدر و النجوم. والدي يقول: معظم اللصوص ملوك و معظم الملوك محاطة بالحاشية و الرعاة. و لكن يا بني..انت لست ملكا و لست عبدا..انت من بنى الاهرامات ومن نسج الحضارة من بين نيران تنين الطغاة. انت العالم..في يدك السر و المعرفة. و المعرفة ليست للعامة و لا للعبيد و لا للصوص. المعرفة للكاهن.
و الكاهن لا يشغل بالة بأحوال البشر. الكاهن ولد ليبتكر. انا،والدك، كنت كاهنا..عشت اعظم من الملوك و مت اعظم من الملوك و خلد اسمي على جدار الدهر كالاهرام. و انت ابني". معذرة يا ايها اللص..فعربيتي لا تسمح لي بالكتابة على الجدران فأنا صاحب التصميم و البناء و صاحب الفكرة و المعرفة انا اعمل و لا اكتب و لم اتخرج من مصانع الثورة و لا اؤمن بتكافؤ الفرص ابدا في بلد يكثر فيه الملوك و الرعايا و يكبل العبد منذ يوم مولده و حتى يدفن بلا مقبرة  

 

شارك الكتاب مع اصدقائك