رواية أصدقاء ديمة

رواية أصدقاء ديمة

تأليف : سناء شعلان

النوعية : روايات

رواية أصدقاء ديمة  بقلم سناء شعلان....رواية "أصدقاء ديمة" لليافعين هي رواية خيال علميّ للأطفال في قالب دراميّ إنسانيّ، وهي رواية انتصار الإرادة والمحبّة والعمل والعلم والقدوة الحسنة على الإعاقة والعجز والحزن واليأس، وهي رواية البطولة المطلقة لأطفال جميعهم يعانون من الإعاقات المختلفة، أيّ هي رواية البطولة  الإنسانيّة لأطفال أقوياء رفضوا أن يستسلموا لإعاقاتهم وللنّظرة السّلبيّة لمجتمعهم لهم. هم يقرّرون أن يعيشوا السّعادة والحياة بتفاصيلها جميعاً على الرّغم ممّا يعانون منه من تجاهل المجتمع لهم، وإصراره الظّالم على تهميشهم في ظلّ رفضه لهم ولوجودهم المختلف عن وجود معظم أفراده ممّن لا يعانون من إعاقات. هذه الرّواية تسعى إلى تقديم تجربة أخلاقيّة نفسيّة اجتماعيّة جماليّة للأطفال حول انتصار ذوي الإعاقات على إعاقاتهم، وهي تبرز هذه التّجربة تحت وضعها تحت مجهر الدّراسة والتّعامل معها ومع تفاصيل حياتها ومعاشها وظروف التّعامل معها. أبطال هذه الرّواية، وعلى رأسهم (ديمة)، يدرسون معاً في مدرسة (بيت ديمة) لذوي الاحتياجات الخاصّة، الدّكتور(شجاع الورديّ) وزوجته (عفاف) والمعلّمة (نعيمة) هم مَنْ يقودون الأطفال في درب التّعلّم، والخروج من العزلة، واكتشاف مهاراتهم وقدراتهم،و يدفعونهم إلى التّفاؤل والعمل وحبّ الحياة، إلى أن ينتصروا على إعاقاتهم، ويعيشوا الحياة بكلّ سعادة ومحبّة، ويقدّموا العون لمن يحتاجه، وأن ينخرطوا في مجتمعاتهم رافضين إقصاءهم وتهميشهم. هذه الرّواية تعلّم الطّفل من فئة ذوي الإعاقات أن يكون شجاعاً قويّاً متحدّياً، كما تعطي درساً أخلاقيّاً وإنسانيّاً للمجتمع كلّه ليعترف بأبنائه من ذوي الإعاقات، وأن يوليهم اهتمامه وافراً، وأن يعطيهم حقوقهم موفرة. لقد استعارت الرّواية بعضاً من استشرافات الخيال العلميّ والفنتازيا لتقدّم استدعاءات لنماذج من العباقرة والمبدعين والموهوبين والأبطال عبر التّاريخ الإنسانيّ كلّه لتوظيف إرادتهم ونضالهم في تكوين حافز لأطفال الرّواية من ذوي الإعاقات كي يستخلصوا منهم دروساً في العمل والمحبّة والإصرار على الحياة. تدور أحداث الرّواية عن الطّفلة "ديمة" التي تعاني من مرض "متلازمة داون، ويلفظها المجتمع، وتعيش في وحدة كبيرة بسبب هذا المرض لا سيما بعد موت أمّها التي تموت مضحية بحياتها لإنقاذ حياة ابنتها في حادث سيّارة، وتظلّ الطّفلة "ديمة" تعيش وحيدة في كنف جدتها لابيها، وهي تخفي عن الجميع تلك الملكة الخطيرة التي تملكها، وهي القدرة على أن تقرأ ما في أذهان النّاس وأفكارهم. يحدث التغيّر الكبير في حياتها عندما يعود والدها المخترع الشهير "شجاع الورديّ" إلى بيته، ويعكف على اكتشافه الخطير، وهو اكتشاف الفجوات النورّانيّة التي تنفتح على أزمان موازية وأخرى ماضية، وثالثة مستقبليّة، فيقرّر أن ينشأ في بيته دار ومدرسة لإيواء الأطفال أصحاب الإعاقات الجسديّة والعقليّة، ويبدأ في استقطاب الأطفال لذلك، بعد أن يعمل على استقطاب المعلّمين والمعلّمات المتخصّصين بتدريس هذه الفئة من الأطفال عبر البحث عنهم في الفجوات النّورانيّة. ما أن يكتمل مشروع "بيت ديمة" حتى تبدأ سلسلة من المغامرات الخاليّة التي تعتمد على الخيال العلميّ القائم على فرضيّة العوالم المجاورة وإمكانيّة القفز بين الأزمان، وتبدأ رحلات دراميّة مثيرة تبدأ بأن يستعيد الدكتور "شجاع" زوجته من الجنّة التي توافق على هجرها لتكون إلى جانب ابنتها "ديمة" وزوجها "شجاع" في رحلة تأهيل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة. هذه الرّحلات التي يقوم بها الأطفال في العوالم الأخرى ترتدّ إلى أزمان متباينة منذ عصور الرّومان واليونان، مروراً بالعصور الوسطى والعصور الإسلاميّة، انتهاء بالعصر الحديث، انتقالاً إلى أزمان مستقبليّة، وهم في هذه الرّحل يقابلون أناس مبدعة ومبرّزة في شتّى حقول المعرفة على الرّغم من إعاقاتهم، ويتعلّمون منهم الإصرار على الحياة والسّعادة والفرح، إلى أن تنتهي الرّواية بأن يجد كلّ منهم سعادته وحياته في الحياة على الرّغم من الإعاقة التي يعاني منها، ليقتنع بأنّ الإعاقة لا تمنعه من الفرح والسّعادة والخير والعمل. من الشّخصيّات التي استحضرتها الرّواية عبر زيارتها في أزمانها، وحياكة مواقف وحوارات معها لأجل الاستفادة من تجاربها الإنسانيّة والفكريّة والحياتيّة في التّعامل مع الإعاقة والانتصار عليها، ودخول أسفار العباقرة والخالدين والمبرّزين بسبب ذلك، كلّ من: الشّيخ المناضل أبو خالد محمد دياب إبراهيم والمجاهد الفلسطينيّ الكبير أحمد ياسين من غزّة الفلسطينيّة من العصر الحاضر، والإمام التّرميذّي من العصور الإسلاميّة، والإمام الباز من العصر الحديث، والدكتور طه حسين من العصور الوسطى، والشّاعر أبي العلاء المعريّ منا العصور العبّاسيّة المتأخّرة، والخليفة العادل عمر بن عبد العزيز والخليفة الأمويّ الوليد بن عبد الملك من العصر الأمويّ اللذين سنذا قوانين لحماية ذوي الإعاقات ومساعدتهم، الشّاعر بشّار بن برد من العصر الأمويّ، هيلين كيلر ومعلمتها آن سوليفان من العصر الحديث، والعدّاءة مارلا رونيان من العصر الحديث، و بطل الكارتيه رون سكاليون من العصر الحديث، والرّئيس الأمريكيّ الأسبق فرانكلين روزفلت، والرّاقصة الهنديّة سودها تشاندران، والقبطان فرناندو ماجلان من العصور الوسطى، والإعلاميّة اللّبنانيّة رلى الحلو من العصور الوسطى، ولويس بريل من العصر الحديث، الرّسام الصّينيّ هوانغ فو من العصر الحديث، والرّسامة المكسيكيّة الشّهيرة "فريدا كاهلو" من العصر الحديث، والرّسام الشّهير فنسنت فان جوخ، والعالم البريطانيّ الشهير ستيفن هوكينغ من العصر الحديث، ونيكولاس فوجيسيك من العصر الحديث، وفرعون "أختانون" من العصر الفرعونيّ كذلك هناك استدعاء لشخصيّات كان لها مواقف ضدّية وسلبيّة من المعاقين، أمثال المشرّعين ليكورجوس الإسبارطي والأثيني سولون من العهد اليونانيّ اللذّين شرّعا قوانين تسمحان بالتّخلّص ممّن يعانون من إعاقة تمنعهم من العمل، أو من الاشتراك في الحرب، وأيضاً الفيلسوف أفلاطون من الزّمن نفسه، والفيلسوف البريطانيّ هيربرت سبنسر من العصور الوسطى الذي ينادي بعدم تقديم أيّ مساعدة لذوي الإعاقات؛ لأنّهم عبء على كاهل المجتمع والإنسانيّة.