في جوء من الحروب والتمردات تدور أحداث هذه الرواية التي يعيش بطلها الضابط بترو أندرفتش على حافة الموت كل لحظة، ولكنه يندفع في مغامرات هو جاء مدفوعاً بروح إنسانية، وبحبّ تختلط فيه العاطفة تجاه حبيبته، بالمسؤولية عن فتاة قُتِل والديها على نحو مفجع، ونغّص عليها حياتها ضابط انتقل إلى صفوف المتمردين وراح يسعى وراءها.
تقدّم لنا هذه الرواية صورة عن مرحلة من تاريخ روسيا، إضافة إلى تصوير شاعر للطبيعة ولطبائع الناس.
2022-06-14
"أحسب أن الولد قد أحسن تنظيفه وتلبيسه وإطعامه، فما الداعي إلى إنفاق المال في استئجار مسيو فرنسي.. كأن ليس بيننا أكفاء!"
- إلكسندر بوشكين، رواية "ابنة الضابط"، ترجمة سامي الدروبي، ص 8
بعد أكثر من عشرة أعوام على طرد المعلم الفرنسي بوبريه، كان المربي سافلتش ما زال حانقا عليه وعلى العائلة التي استخدمته، فحين وجد بترو أندرفتش سكرانا يوم سفره للإلتحاق بالخدمة العسكرية بسبب إغواء الضابط زورين، قال معاتبا:
لقد بكرت يا بتروفيتش، ما زلت أصغر سنا من أن تسترسل هذا الاسترسال. ثم من أين أتاك هذا؟ ما كان أبوك سكيرا، ولا كان جدك سكيرا، اما أمك فلا داعي إلى ذكرها هنا، فإنها لم تشرب في حياتك كلها غير عصير الفاكهة! ومن المسؤول عن هذا؟ إنه ذلك "المسيو" اللعين، كان لا ينفك يسرع إلى حانة آنتيفنا يقول: أرجوك، يا مدام، فودكا، هذا ما اوصلنا إليه ذلك المسيو الفرنسي، لقد علّمك أشياء جميلة جدا، هذا الكلب ابن الكلب.. كأنما كنا في حاجة إلى أن يربيك رجل هرطيق! كأن لم يكن في البيت ما يكفي من ناس عقلاء !
- ألكسندر بوشكين، رواية "ابنة الضابط"، ترجمة سامي الدروبي، المركز الثقافي العربي، 2009، ص 15