لا تُغضب الأسياد يا حبيبي، لا تزرع الشك في سحابِهِم، لا تحسبن نفسك ذكيًّا؛ فأنت مجرد رقمٍ.. إنهم حسَّاسون وسريعو التأثُّر، إن دوافعهم تتسم بالعشق أو الانتقام، لا تشتري عداوتَهُم أبدًا، استرضهم وتمنَّ أن يكونَ حديثُك خفيفًا عليهم،
إنهم يَحضِرُون بين هبَّات البخور وعزائم الناطقين بأسمائهم، إنهم يعرفون ما تداريه بين طيات نفسك من فضائح ورغبات، لا تستفزهم بجهلك وكبريائك ولا تُحقّر من شأنهم بصفاقتك وغرورك، إنهم كفيلون بقلبِ ميزانك يا صديق، مِن رخاءٍ لشقاءٍ وحرمانٍ، ومن نعيمٍ لجحيمٍ وعذابٍ، ومن دعةٍ لتعاسَةٍ واحتياجٍ، ومن خصوبةٍ لركودٍ وعجزٍ.. أنت تضحك الآن، ولكن دَعني أراك وأنت تذرف الندمَ بين خرائبك الجديدة وأطلال سعادتك المتوفاة حديثًا، الآن تتذكر ما فعلَتْهُ الغطرسة وما جناه الاستهزاء، ، تَمسَّح بوجهك في معدن المقام البارد وانزف الحسرة وابحث في كومة القشِّ.. عَن الترياق، قُل بكل ما أُوتيتَ من يأسٍ أن سَامِحوني يا أسيادي لَكُم الأمر وعليَّ الطاعة، اطلبوا ما تشاءون.. هل تتذكَّر الآنَ سماجتك وأنت تسخر وتستهين؟، اهتم أرجوك بحديثي الهامس المضطرب؛ فأنا أعرف إنها زارتَكَ البارحة، وأنك سمعتها تأمرك من وراء الباب أن… “افتح أنا نادية”.