نوعين من التجربة: المناخ الذي تتحرك فيه الشخصيات والأحداث، واللغة التي تصبح إطار بحث وتجريب، ولكنها لا تصيّر موضوع اللغة، يخبئ تجربته إلى أن تصفى لغته وتحقق غايتها الكبرى: الاتصال يبن الكاتب والقارئ. إنه الكاتب الذي قدم نموذجاً عن الكيفية التي يمكن فيها للبعد التجريبي في العمل الإبداعي أن ينضج، أن لا يبقى أسير ذاته، وألا يقول-أصبحت اللعبة الكتابية تجلياً من كل التزام بالتاريخ، وإفلاتاً من الحضور التاريخي، لذلك فإن كورتاثار ليس كاتباً محايداً، انه كاتب في التاريخ، من الصعب أن يكون المرء روائياً في عصر الانقلابات الكبرى المُعاشة ويكون محايداً. لكنه لا يحيل الكتابة الإبداعية إلى رسالة سياسية مباشرة، لأنها بذلك تفقد طبيعتها وخصوصيتها، كما أنه لا يتخلى عن الدور السياسي التاريخي، لأن اللغة ليست قيمة مجردة، وكورتاثار، الذي قدم مجموعة كبيرة من الروايات والقصص الهامة، استطاع أن ينقل أجواء النضال والقمع في أميركا اللاتينية دون أن يتورط في اللعبة الانتروبولوجية في "غرب" يتعامل مع كتابات "العالم الثالث" على أنها فولكلور روحي.
رواية الأسلحة السرية تأليف خوليو كورتاثار
رواية الأسلحة السرية بقلم خوليو كورتاثار... خوليو كورتاثار، الكاتب "الأرجنتيني جداً" كما يسمي نفسه، المقيم في باريس، المشبع بالثقافة الأوروبية، الذي لا يكتب بغير اللغة الإسبانية، هو واحد من كبار أدباء أميركا اللاتينية، في رواياته وقصصه، يبحث عن الأجواء والمناخات والحالات، كتابة تخرج بين