فقد قضت حياتها في تحليل الشيفرات، وتنكر بحزم وجود الشيفرة المطلقة. كل شيفرة قابلة للحلّ، مبدأ بيرغوفيسكي! شعرت وكأنها ملحد يتقابل وجهاً لوجه مع الله. "لو انتشرت هذه الشيفرة"، همست قائلة، "سيصبح تحليل الشيفرات علماً هالكاً". أومأ ستراثمور: "هذه هي اقل مشكلاتنا". هل يمكننا أن نرشي تانكادو، أعلم أنه يكرهنا، ولكن هل يمكننا أن نعرض عليه البعض في ملايين الدولارات؟ نقنعه ألا يقوم بالتوزيع؟ "ضمن ستراثمور: "بعض الملايين. هل تعلمين ما قيمة هذا الشيء؟ الحكومات كلها في العالم ستقوم بعرض الكثير من الدولارات. هل تتخيلين أن نخبر الرئيس بأننا لا نزال نسترق السمع على العراقيين ولكننا لم نعد قادرين على قراءة ما اعترضنا؟ هل لا يتعلق بـ(إن أس آي) فقط، بل إنه يخص المجتمع الاستخباراتي بأكمله، تقدم هذه المنشأة الدعم إلى الجميع (أف بي آي)، (سي آي آي)، (دي إي أي). جميعها ستصاب بالإحباط. سيصبح من غير الممكن ملاحقة شحنات تجار المخدرات، الشركات الكبيرة ستقوم بنقل الأموال من دون أي تعقب لأوراقها، وستترك (آي آر أس) من دون علم...".
يبدو أن الحبكة الروائية بدأت بالتشابك عند هذا المأزق "اكتشاف الحصن الرقمي" الذي تحاول سوزان فليتشر الرئيسة في تحليل الشيفرات في النادي الأكثر سرية في العالم، وكالة الأمن القومي (إن إس أي)، والتي تحمل مستوى ذكاء عالٍ.
تتشابك الأحداث وتتعالى وتيرتها دون توقف شادة القارئ إلى متابعتها بعد أن أدخل الروائي في ثنايا تلك الأحداث الخاصة بالشيفرات وفكها واكتشاف ما ورائها، قصة عاطفية جمعت بين سوزان فليتسر وديفيد بيكر الرجل الوحيد الذي أحبته سوزان في حياتها وهو الدكتور الأصغر سناً في جامعة جورج تادن، واختصاصي اللغات الأجنبية اللامع الذي دخل مع سوزان في اللعبة نفسها، لعبة حلّ الشيفرات. ربما تكون الرواية محض خيال، إلا أن ما في ثناياها يقنع القارئ بأن الكاتب حاول إيصال شيء خاص بالاستخبارات الأمريكية وعملها في إطار عمله الروائي الذي يشابه في خيالاته التي تقترب من الواقع كثيراً تلك الخيالات التي امتلأ بها عالم روايته "شيفرة دافنتشي" الرائعة وتجدر الإشارة إلى أنه وكما شهدت هذه الأخيرة رواجاً ساحقاً، كذلك رواية دان براون "الحصن الرقمي" هذه والتي تمت ترجمتها إلى أكثر من 50 لغة، كما تمّ طبع أكثر من 3 ملايين نسخة منها إلى الآن.
الناشر:
"عندما واجهت آلة تحليل الشيفرات التي لا تُقهر في وكالة الأمن القومي (إن أس أي)، شيفرة غامضة لم تتمكن من حلها، اتصلت الوكالة برئيسة تحليل الشيفرات، سوزان فليتشر، اختصاصية الرياضيات الذكية والجميلة. الأمر الذي اكتشفته كان كفيلاً بأن يرسل موجات الصدمات السلبية في كواليس السلطة العليا. لقد أصبحت (إن أس أي) رهينة-ليس بالبنادق أو القنابل، بل بشيفرة معقدة جداً قادرة على تعطيل استخبارات الولايات المتحدة في حال تمّ إطلاقها.
ناضلت فليتشر بعد أن علقت في عاصفة متسارعة من السرية والأكاذيب، لتنقذ الوكالة التي تدين لها بالولاء. ولكنها وجدت نفسها، بعد أن خُدعت من جميع الجهات، تقاتل ليس من أجل بلدها وحسب بل من أجل حياتها، وفي النهاية، من أجل حياة الرجل الذي تحب".
"الحصن الرقمي" رواية ذكية سريعة الإيقاع والمقنعة، يتماهى الحدّ الفاصل بين الحق والباطل، بشكل كاف لنتمتع بقدرات "دان براون" الروائية الفائقة التي استطاع من خلالها أن يرسم وبصورة حية، المنطقة الرمادية بين الحرية الشخصية والأمن القومي.
رواية الحصن الرقمي تأليف دان براون
رواية الحصن الرقمي تأليف دان براون .. "تتدافق الأفكار في عقل سوزان بقوة، اينسي تانكادو أنشأ برنامجاً يمكنه كتابة شيفرات غير قابلة للحل! كانت تحاول فهم الفكرة ولكن بصعوبة. "الحصن الرقمي"، قال ستراثمور: "هذا ما أطلقه عليه. إنه السلاح الأقوى المضاد للاستخبارات. لو أن هذا البرنامج وصل إلى الأسواق، سيتمكن حتى تلاميذ الصفوف الابتدائية مع المودم بإرسال شيفرات لا تتمكن (أن أس آي) من حلها ستصاب استخباراتنا بالضياع". لكن أفكار سوزان كانت بعيدة كثيراً عن التضمينات السياسية للحصن الرقمي. كانت لا تزال تناضل لفهم وجودها.
هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.