يسجل الكاتب فعلا في هذه الرواية أحداثا حقيقية أو شبه حقيقية من حياة والدته، رغم العقد البرم بينه وبين القارئ على أنها رواية. ففي 21 نوفمبر 1971،
يبلغ الكاتب نبأ انتحار والدته وهي في 51 من عمرها. ويرسم النص معالم لحياة مقفرة ليس فيها أي حيز للتبدل أو النمو، ويبدو أن مصيرها هو أن تظل كذلك ببساطة متناهية، لذلك لا يكون الموت مأساويا إلا بمقدار أنه مجرد فقدان لصورة. فالنص ليس مرثية لوالدة الكاتب، بل هو تمرين على الكتابة الحقيقية في نظر هاندكه، حيث تكون اللغة مجرد أداة خالية من المشاعر والأحاسيس وفاقدة لأي حيلة أم استمرارية الحياة والموت.