رواية متاهة الأرواح تأليف كارلوس زافون .. يصل بنا كارلوس زافون إلى محطته الأخيرة من ملحمة "مقبرة الكتب المنسيّة". متاهة الأرواح هي الحلقة الرابعة بعد سجين السماء ولعبة الملاك وظل الريح. رواية متوقّدة، لا تقلّ عن سابقاتها من حيث الحماسة والإثارة والتشويق، تعود بنا مرة أخرى إلى تلك الأزقة الضيقة التي يكتنفها غموضٌ مريب ولغزُ عصيب، ما بين برشلونة الزاهية ونقيضها اللعين، لتغدو المدينة مثل دوائر الجحيم يحوي بعضُها بعضًا. نقابل فيها وجوهًا جديدة، تنضم إلى الشخصيات السابقة وتتفاعل معها، وبدلًا من إرشادنا إلى ختمةٍ نهائيةٍ للرباعية، تتفتح الصفحات على سيناريوهات مختلفة. فتتسع لتشمل أمكنة أخرى، وتتعمّق في الحديث عن أزمنةٍ مهّدت للحرب والمأساة وما تبعها من أعوام التسلّط والقهر والخور. متاهة الأرواح، متاهة النهايات. لعبة أتقنها الروائي الذي كلما لملم الأوراق بعثرها. حبكة تعلّق بها القارئ الذي كلما استشفّ احتمالًا واردًا لنهايةٍ معقولة، فوجئ بالسرد ينعطف به إلى رؤية مغاير. يُقدّم لنا زافون أنموذجًا مميزًا على مرونة الرواية وقدرتها على السلاسة والتكثيف، كما يحتفي بعالم الكتب وفنون صوغ الحكاية، والعلاقة السحرية التي تتوطّد ما بين الأدب والحياة.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.
شارك الكتاب مع اصدقائك
2022-07-31
كثيرا ما اخبرت نفسي ان لا يجب ان احلم بنهاية لم تكن بدايتها من صنع يدي والا كان ذالك هو اكبر خداع امارسه مع نفسي ، تلك هي في متاهة الارواح استحقت ان تصنع نهايات كانت بدايتها جزءا من الاجزاءالاولى للسلسلة،ظل الريح ،ولعبة الملاح ،وسجين السماء ، برغم من الشخصيات الملهمة التي حملتها بين طياتها الا انها جاءت لتغلق صفحات الشخصية التي لاطالما احببتها ،دانيال ، اخيرا استطاع دانيال معرفة الحقيقة وراء وفاة والدته ايزابيلا ، واكتشاف سرها الذي لطالما اخفته عنه وذالك كان بمساعدة اليثيا الفتاة الصغيرة التي انقذها فوميرو روميو دي توريس بعد هروبه من سجن الذي كان به مع صديقه دافيد مارتين صاحب رواية لعبة الملاك والملقب بسجين سماء وصديق ايزابيلا الوحيد ، رغم ان الحقيقة كانت غير ذالك ،فرواية جاءت لتكشف سذاجة القاري الذي صدق تلك الكذبة البيضاء، ،حتى دانيال الصغير الذي استيقظ يوما وهو مرعوب لانه نسى وجه والدته ، كبر وحرر نفسه من لعنة انتقام تلك مما رسم وجه ايزابيلا مجددا في قلبه ، الغرق في الاحداث كثيرا يجعلك تتحمس وكانك احد الشخصيات تريد التدخل والقيام بحركة مميز تجعلك تخلد بين صفحاتها كقارئ استزف الكتاب كل طاقته وهو يفكر كيف ستكون النهاية . احيانا من نظن دائما انه منقذنا وعائلتنا الوحيد ، لم يكن سوى ثعلبا كبر على المكر وال خديعة ،تماما كما حدث مع اليثيا التي كبرت على معزوفة زائفة ، امراة كسرت كبرياء كل رجل ظن انه فاقها ذكاء او دهاء ، اردت حقا ان تعيش سعيد هناك بمكان ما مع عائلة سيمبيري برغم اني اشك ان بيا ستعجب بالفكرة ،حتى الكاتب كان له نفس الرأي حيث جعلها تعيش بعيدا جدا بعد اطمئنانها على سلامة تلك العائلة الوحيدة التي شعرت بصدق اعتناءهم بها ... وكما هو متوقع من اليثيا غريس ، انهت القصة كما وجب لها ان تكون . ينتصر الخير دائما في كل القصص والروايات ،حتى في الواقع وذالك بعد صراع طويل ربما ، لكن يبقى الانكسار الذي خلفه شر يداعب دواخلنا ويذكرنا بالألم الذي نريده ان ينتهي، ما قد تقتنع به بعد ان تغلق اخر صفحات انك لم تتعرف على الحقيقة الا بعد ما ينتهي عمرك وانت تعيش الوهم ، تماما مثل خوليان ومارتين ، لم تكتشف حبك الحقيقي الا بعدما تشتاق له بصدق لا خوليان احب بينيلوب ولا مارتين عشق كريستينا حتى النهاية ،كلاهما ماتا على ذكرى من احبا حقا . كانت نهاية هي حقيقة ؛ كل منهم حصد ما صنع ، لم ينسى زافون ولا نقطة حتى انه اعطى لابن دانيال خوليان صفحات من رواية ، ليجعلها اجمل نهاية وخاتمة لسلسلة المقبرة المنسية ، كبر خوليان على قصص عائلة سيمبيري واصبح حلمه هو ان يكتب رواية تحكي قصص عائلته والكتب , وتلك كانت رغبة دانيال الذي لم تصاحبه الموهبة لانجازها ، ليحالف الحظ ابنه خوليان في كتابتها وذالك بمساعدة كاتبه المفضل خوليان كركاس بعد دعم من فلانتينا الفتاة التي اعطت خوليان سيمبيري اجمل هدية واختفت بعدها كانت الهدية ثمرة صغيرة اسماها هو *اليثيا *،ليختم زافون بنفس مشهد البداية التي اغرمت به{ا خوليان يمسك بيد اليثيا ليعرفها على اجمل متاهة قد لا تريد الخروج منها ، هناك حيث يحتفظ بكل انواع الكتب المنسية اللتي تحمل ارواح من كتبها او من حالفه الحظ في قراءتها ، مقبرة الكتب المنسية، القاعدة هي ان تختار كتابا وتحتفظ به للابد }