رواية تحتار أين تقف، على رفوف المكتبة العربية أم الكردية، أم تنشطر لتكون حاضرة على الرفين معًا. رواية تجسد الألم الكردي الذي لا ينتهي، تصور المعاناة للمتألم الذي لا يدري أنه يتألم، للذي يكوى مرارًا بنفس السيخ، ثم ينحني له إجلالًا وإكبارًا.
مكتوبة باللغة العربية علّها تنسج في خيال المثقف العربي صورة الطريق المنقوش بحوافر الجياد والبغال والحمير. كأفعى غاضبة تتلوى عبر وديان جائعة وقمم مكسوة بثلوج الأمل، لوهلة لا تجد للطريق نهاية، وهو مثقل بوحل الماضي ومآسيه. يسير بنا الطريق في هذه الرواية ليغدو أشد وعودة رويدًا رويدًا، بعد سقوط ثورة، كانت حبة عنقود من الثورات المتعاقبة، التي كان فيها الخنجر المسموم والطعنة القاتلة تأتي من الخلف، ليتأمل القارئ ما يحدث في زمانه ويجري في ذهنه مقاربة سريعة ثم يستشرف المستقبل المجهول.
هل هو الهرب من تبعات الثورة؟ هل هو طريق الخلاص؟ أم هو الطريق إلى بداية مأساة جديدة في المحنة الكردية التي طبعت على سفوح هاتيك الجبال؟