رواية الغائب بقلم نوال السعداوي .. "الجدران من حولي، لكنك معي. أحس يدك الصغيرة الناعمة على وجهي وأرى عينيك الخضراوين في عيني، يطل منهما ذلك الشيء الجديد الحبيس يريد أن ينطق ولا يستطيع. لا تحزني يا فؤادة ولا تبكي، فالكلمات في الهواء خارج الجدران، تعيش وتدخل مع الهواء إلى الصدور. وسيأتي حتماً يوماً تسقط فيه الكمامات وتنطق الأفواه من جديد". غائب، وقصة غياب وراءها سرٌّ اكتنفه غموض رمى بظلاله البائسة الحائرة على حياة فؤادة، هكذا اختفى فريد، وهكذا جرت حياة فؤادة... أحداث حياتها هامشية، منسيةٌ هي من ذاتها وفريد الغائب هو الحاضر أبداً عند كل منعطف، وعند كل تجمع، وعند كل لحظة... ما أقسى الغيب والأقسى منه غياب المرء عن ذاته في هامشية تقبع وراءها نفس لاهثة وراء أمل يتراءى دائماً في رمقه الأخير، والأقسى من هذا وذاك نفس غابت قسرياً عند منعطف الحضور دونما أي تبرير