رواية الماس والابنوس بقلم عبد الله خليفة قمت خلال الفترة الأخيرة، وربما حتى سنوات بنشر تنوير ثقافي يتطرق إلى جذور المنطقة الاجتماعية والثقافية، وكان هذا يتضمن درس الظاهرات المختلفة، ولا شك أن ذلك يصدم بعض القراء الذين لم يقرؤوا أشياء كثيرة في تراث المنطقة الأسطوري والتاريخي، وهي معارف موجودة في مئات الكتب المنشورة
والموجودة في المكتبات، وبدا لهم أن يخرج ذلك في الصحف اليومية أمراً غريباً في حين أن كتب درس الأديان وتراث المنطقة تعج بها الأرفف.علينا أن نفتح صدورنا وعقولنا لأي نقد أو حوار، ونتفهم الآخرين ووجهات نظرهم، فالأمر هو حوار وبحث مشترك ومساهمة في التنوير مع احترام العقائد من دون غلق لحريات البحث.لقد جمع مقالاتي موقع الحوار المتمدن، وهي كثيرة، وقد بلغ قراء الموقع أكثر من أربعة ملايين قارئ عربي وأجنبي، وجاءت ردود أفعال وهي كلها تتسم بالنقاش الإيجابي في إطار ثقافة المنطقة العربية، ولم تصل إلى الشكوك وردود الفعل العنيفة مما يدل على تطور مستوى القراء العرب.فهذه المقالات كلها مساهمة في بحث تاريخ المنطقة ومعرفة جذورها مع احترام تاريخها وتطورها الفكري والعقائدي الخاص في إطار التنوع والديمقراطية والحداثة، وقد تبدو هذه الآراء المعروضة حيناً صادمة للبعض، لكن هذا هو ما يدور في ساحة الثقافة العربية والعالمية وعلينا أن نعرضه ونحاور ونعرض رأينا فيه.إنني لم أستطع الرد على كل استفسارات القراء العرب لضيق الوقت وعدم تفرغي للصحافة.تبدو بعض هذه المقالات والأبحاث بمثابة تعد لرؤاهم بينما هي نقاش عام وعروض من القراءات المختلفة والكتابات العربية والعالمية الكثيرة التي لم يطلعوا عليها وموجودة بكثرة في المواقع المختلفة.إن العالم يعيش ثورة معرفية وتقفز الكتابات المضادة للعقائد والفلسفات والإيديولوجيات في كل مكان، وفي الانترنت كميات هائلة من السباب والاهانات المغرضة المسفة ضد العقائد ولا توجد القراءات الموضوعية التي تدرس بهدوء ورؤية كل هذه الأفكار وتعرضها.إن عرض الثقافة اليهودية وسيطرتها على السينما ونشر رؤاها الخاصة هو نقاش عن تلك السينما السيئة التي تستغل مواد الأساطير القديمة في عروض لصالحها وليس هذا نقداً للعقائد الأخرى.هو عرض لفيلم نوح وليس للأديان، فكهذا تصور منتجو الفيلم التاريخ، وهو رد عليهم وتلاعبهم بمواد الثقافة البشرية وتصويرهم للإله بهذه الطريقة البشعة.إنه نقد للفيلم لا للديانات.إن الفكرة السلبية لا تقتلها الرصاصة ولا القبضة الحديدية بل الفكرة المضادة، والكلمة البديلة والحوار.