رواية المرأة العسراء تأليف بيتر هاندكه .. تدور الرواية القصيرة حول امرأة تنتظر وصول زوجها بعد رحلة عمل طويلة نسبياً. و بعد عناق الأحباب و ليلة مثالية تخبره دون مبررات، دون حب جديد أو حتى نزوة طائشة أنها تفضّل العيش وحيدة مع طفلها. و لأن قراراً ضخماً كهذا يجرجر خلفه الكثير من التبعات. فالوحدة لا تبدو على الدوام آمنة كما أنها ليست بالمشروع الذي يمكن الإشادة به على المدى البعيد. زوجها بالمقابل على النقيض منها تماماً فهو من منذ اليوم الأول يمضي للعيش في منزل صديقتها فهو لا يتقبل الحياة الخاوية. يخبرها أنها على الأرجح ستبحث قريباً عن طريقة للتخلص من حياتها البائسة. الأب يتفهم بدوره هذا الحل المؤلم حيث يعيش عزلة قديمة و يخبرها في نزهة ليلية أنه وحيد للدرجة التي لا يجد أحداً يفكر به قبل النوم. هاندكه كاتب خطير و إن كنت لا أدعي أنه مشوق، في جعبته الكثير من الالتقاطات العبقرية. لم أتوقع يوماً أن أجد من يكتب عن الصوت الذي تحدثه قدم بأظافر مقلمة حديثاً و عن امرأة تسد بأصبعها ثغرة صغيرة في كنزتها بشكل عفوي. و بمثل هذه الدقة يكتب الألماني عن الحياة التي لا تبدو في نظر البعض جيدة غير أنها تلائم صاحبها.