رواية النحيط بقلم شيغالي لحبيب .. الأستاذة امرأة على مشارف عقدها الثالث طويلة بعض الشيء يخيل للمرء حين يراها بأنها آسيوية صاحبة ملامح تسري الطمأنينة في القلب يكفي بأن تتكلم حتى تدرك ما تحمل من ثقافة و أدب الحوار ، و هي تعمل في إحدى مكاتب الترجمة .. التقيت بها في إحدى الندوات الثقافية ، و بعد فترة قصيرة على تعارفنا أخبرتها بأنني من هواة الكتابة ، مرة الأيام و صداقتنا تكبر أكثر بكثير أمضينا ساعات في نقاشات حول مواضيع طرحها كارل ماكس و أفلاطون (لا تعرفينهما فلطالما كرهتِ الفلسفة و أتباعها). مع مضي الأيام و الشهور لاحظت شيئا فيه بعض الغرابة يتعلق بتصرفات الأستاذة كانت دائما مشغولة البال و في أغلـب الأحيان تهيم في الفراغ شاردة لم أستطع تفسير ذالك ، و لم أرد سؤالها عن سبب ذالك الشرود الغريب على الدوام ، لست من النوع الذي يحشر أنفه في ما لا يعنيه. في إحدى المرات دعوتها لاحتساء و متابعة إحدى المباريات التي كانت تعشق و تنتظر لأنها مباراة نصف نهائي دوري ابطال اوروبا و المباراة بين بريس سان جرمان و مانشستر يونايتد سيكون هناك اصطدام بين الأساطير ، لقد كان ذالك أقل شيء أقدمه لها بعد كل ما فعلته من أجلي. بعد انتهاء المباراة بدقائق قالت لي "أعلم بأنك لاحظت شرودي و انقطاعي عن العالم في بعض الأحيان ، و ربما تكون قد لا حظت تلك النظرات الغربية " أجبتها : " نعم و فضلت عدم السؤال لكي لا يسبب لكِ الأمر