رواية تكسي كراون بقلم حسن فالح..لا زالت آثار الخراب منتشرة في كل مكان ، الجدران الكونكريتية تحجب الرؤية . شاحنات عسكرية تؤخر مرورنا ، الوجوه ملتهبة مرتعشة ، شاحبة تشعر انها اقتربت من دينونتها المآذن والنواقيس هامدة . الالوان اختفت كأن شيئاً ما امتصها . الاجفان تصلبت ، صوت محركات الشاحنات العسكرية و دخانها الاسود يمخرني .
احسست بالكره ، تمنيت ان انسلخ من العالم وأُخبيء افكاري . كنت متيقناً ان مصيبة حياتنا قادمة لا محال . كانت بغداد تعتاش على هوس غريب . منظر الجنود والاليات العسكرية و وسائل الاتصال والبضائع الحديثة . احسست ان ذلك لن يطول . نظرت الى ما بعده لم تكن الرؤية واضحة حاولت ان انهي الصفحات العشرون المتيقية من الكتاب . قرأت عن الهروب رفعت رأسي ، عاودت النظر شاهدت العسكر . اشحت بنظري الى الرصيف القريب كان هناك طفل لا يتجاوز السابعة من عمره تعلو وجهه ابتسامة خفيفة لا أعرف ما الذي دعاه الى تلك الابتسامة حاولت ان اركز على ابتسامته لانها اجمل ما في حاضري الآني . كان يبتعد مع حركة السيارة ظلت عيناي تلاصق ابتسامته انتبه لنظراتي الثابتة عليه ، اومأ بيديه وتقلص مع البقية بعد ان تجاوزنا الطريق و مرت آخر شاحنة عسكرية ،