رواية حارسك من تأليف حمدي محمد شرف .. جلست بالقرب مِن رشا، وكان جسدها يرتعش مِن الخوف، والدموع ما زالت تتدفق مِن عينيها، بكيت أنا الأخرى على حالها، وعقلي ما زال يصرخ، اختفى جمال رشا يا فاروق، اللؤلؤة البيضاء كُسرت، وأنت السبب، البشر يتحولون إلى شياطين، لكن القلوب خالدة، وأنت قلبك أسود يا فاروق، ماذا فعلت بحق الله؟ أنت ضعيف، وقلبك أضعف، وعقلك صغير، كيف تكون مالك الكتاب، وأنت بهذا الضعف؟ بدأت مرافقة الشيطان بتقديم أعظم التضحيات، حبيبتك رشا، الثمن غالٍ يا فاروق، كنت أتمنى أن تكون هنا اليوم؛ كي تراها، حبيبتك تتمنى أن تغادر عالمنا، وتختفي، أصبحت تتنفس بصعوبة، وتدهورت حالتها الصحية، أنت لا تستحق الحياة بيننا، ولا تستحق الموت؛ لأن الموت طوق النجاة، والراحة الأبدية التي تتمناها، لقد رأيتك تُعذب داخل أحد الكوابيس مِن قبل، وكنت تبكي، وتصرخ، وتلك السلاسل حول عنقك تمنعك مِن الصراخ، رأيت آثار التعذيب على جسدك، وآثار المخالب البارزة التي مزقت جلدك، بكيت الكثير مِن الليالي على ما أصابك، لكن الآن أتمنى أن يستمر تعذيبك إلى الأبد.
