رواية حدائق السراب بقلم لنا عبد الرحمن إنها خطوات بيني وبين نفسي لا أستطيع سيرها.. خطوات وأقف على أرض ذاتي، لأتأمل مشاعري عن قرب، تلك التي ما زالت تنبض وتلك التي ماتت ويبست وتلك التي تئن..خطوات.. خطوات.. لا أستطيع أن أعبرها.. أحس بالعجز والشلل.. لا أقدر على طرق باب الروح.. لا أقدر على الدخول.. التجول.. الكلام
بصوت مرتفع.أقف أمام باب حديدي ضخم له مقبض عال لا تطاله يدي.. أمد قامتي.. أعجز عن الإمساك به..أضم قبضة يدي الصغيرة، أضرب بوابة روحي المغلقة، يتردد الصدى خافتاً، لا أحد يجيب، لا أحد يسكن داخلي. أكرر التجربة مرة أخرى، ولا أمل.. أدرك أن بوابة روحي الموصدة لن تفتح أبداً إلا إذا تمكنت يدي من التقاط مقبضها.أجلس على العتبة، أسترق السمع، أتنصت على من يسكنون في الداخل، أبكي بحرقة، لم لا يسمعون نحيبي، لم نسوني خارج ذاتي هنا وحدي في البرد والعراء، أقف أمام بوابة حديدية ضخمة توصد أبوابها في وجهي، تتجاهلني وتتنكر لي وتنسى وجودي بعد فراري من زمن طويل في ليلة شتاء باردة.