رواية حقيبة الرجل الثري بقلم ضياء فتحي موسى..لو وضَع القدَر أمامك حقيبة ممتلئة بالنقود، ماذا ستفعل؟ أنا لن أصرح أو أدعي بقبولها أو رفضها، لأن لكل قارئ رأي في الموضوع الحائر والمحير. حسنًا. لندع الصراع يحتدم أكثر بين (نجيب) الذي تفاجأ بالحقيبة في بيته، والمعطف المهترئ ومن ثم الحقيبة نفسها ولنسأل، أيمكن للحوار المتبادل بينهم أن يوصل نجيب لحل ما؟ ولندع السرد على حوامل الخيال الخصب، والحوار الثري، والمونولوج الداخلي المتأزم والمؤزم ولتفسح مجالًا أوسع لمناومة كل من؛ الأنا.. اللص والشريف والنفس الأمارة بالسوء، وعندما تنتهي من قراءة هذه الرواية المنسوجة خيوطها على إيقاعات سيمفونية السرد الروائي الذي عندله مؤلفه على متوازيات الحوار وتقانات لغة الصراع المتأزم بين الغفلة واليقظة.
بين الصدق والكذب بين الوفاء والاحتيال، عندما ستؤازرني وتعترف بأننا معًا عشنا تفاصيل رواية خاصة، نهضت خصوصيتها من طرافة موضوعها، وبراعة تناوله، وقدرة مبدعه على صياغة رواية متقدمة جدًا على مستوى الشكل والمضمون أما ما حدث للحقيبة، فسأتركك –قارئي العزيز- تنفرد باكتشاف مآل الحقيبة ونجيب مما يعزز ثقتك بالرواية وموضوعها الطريف ومكنة مبدعها في تقديم رواية أهم ما يميزها تلك الطرافة التي افتقدناها منذ غياب زمن الفن الجميل والأصيل
اقتباس:
"حذاري, لا تفعل,قلتُ لك لا, تعرف صاحب الحقيبة, تواصل معه, بمقدورك إرجاعها, ستكون لصًا, أتعلم ماذا يعني أن تكون لصًا! لا تكن أحمقًا, لا تسرق, أنت لا يمكنك بالذات, لأنك نجيب الذي لم يفعل هذا في حياته, أتعرف لماذا يحترمك الناس؟ لأنهم يرون فيك آيات من نبل النفس, وحسن السمعة, يرونك مخلوقًا جميلًا يا نجيب, ولتعرف, من خُلِقَ جميلًا خُلِقَ له احترام الناس! فلا تهد ثقة الناس فيك, لا تهد ثقتك أنتَ في ذاتك, يمكنك تحمّل مصاعب الحياة, الرجال يحتملون. يا نجيب, في يوم قريب ستتحسن الأحوال دون التحول إلى مجرم, يا نجيب بيه الشرفاء أيضًا يصبحون أثرياء"