رواية خطوط النار بقلم فواز حداد..تدور الرواية حول هذا السؤال الصادم، وتلك المعالجة التي حاول الطبيب النفسي في الجيش الأمريكي أن يشفي فتاة من نوازعها الإرهابية، ومثلما يتعثر الطبيب، ويشارف الجندي الأمريكي على الجنون، يعجز المترجم العراقي عن ترجمة ما لا يترجم.
تتجاوز الرواية السؤال والمعالجة إلى المواجهة بين ثقافتين على حدود هي خطوط تماس خطرة، تنقلب إلى خطوط نار ملتهبة، تتعرض فيها مفاهيم الكرامة والشرف والعار والاغتصاب والحضارة والإنسانية وطقوس السيف والدم والحرب إلى أكثر من تساؤل، وأكثر من اتهام.
من جانب آخر، تبدو الرواية وكأنها كيف ينظرون إلينا، نحن العرب. لكنها في النهاية، هي أيضاً والأهم، كيف ننظر نحن إليهم؟
.
كأن الكاتب قد اختار بلاد ما بين النهرين موضعاً لروايته كي يفضح حقيقة الغزو الأمريكي، ويكشف قناع الزيف عن سياسة أمريكا الديمقراطية. تبدأ الرواية بلقاء يجمع السارد بطبيب نفسي أمريكي، في المطار، أثناء انتظار كل منهما للطائرة، بهذا اللقاء وما تتلوه من مراسلات تتكون الراوية كاملة، لتقدم شهادة جارحة لما جرى ويجري في أرض العراق، وما يتعرض له شعبه من قهر وذل وهوان، وذلك من خلال شخصية الفتاة الجامعية بثينة التي وقعت في براثن الذئاب البشرية الأمريكية فتعرضت للاغتصاب الجماعي، ومن ثم للتعذيب على يد جنود أمريكا لمدة ثلاثة شهور، هي ومعها فتاتان عراقيتان في مقتبل العمر، حيث يختار الأمريكان ضحاياهم من طالبات الجامعات خوفاً من الأمراض الجنسية.