رواية رسـائلُ جمال عبدالناصر السريةِ بقلم عبدالله خليفة..هو هنا يمضي على عرش النيل الخالد، قلوب الجماهير. يرى جمال أصابعه تشق الجبلَ، وتنهمرُ المياه، ومن الزقاقِ الضيق والباعةِ الصغار راح يطيرُ في الفضاء قرب السحب، يمسك جذورَ النهر ويحولُها عن صخورِ الطحالب، يقربُهَا من منازل الصيادين والخدمِ وعمالِ التراحيل، يكسرُ أحجارَ الجبال ويضرب بها العمالقةَ الطالعين من القبورِ والكهوفِ ويركضُ السحرةُ حولَهُ ويمسكون ساقيهِ الضخمتين المتشبثتين بتاج فرعون، يفضهم كورقِِ الشجرِ نحو الزنزانات والفيافي، يتطلعُ للأزقةِ المزدحمةِ الخانقةِ فيجدها لم تتبدل، والفولُ هو نفسُهُ صغيرٌ صغيرٌ حتى كأنه لا يُرى، لكنه صامدٌ أبدي في الشوارع مع الدخانِ والبخار والذبابِ، يهجمُ جمالٌ على السحبِ والغبار والأموالِ وتعلو المداخنُ توزعُ الأرغفةَ على الجائعين، وتملأُ رئتيهِ رماداً فيحولُهَا لسجائرَ ثم غليوناً وتتغلغلُ في خريطةِ ظهره.
رواية رسـائل جمال عبدالناصر السريةِ - عبدالله خليفة
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.