رواية سلالة: رواية في السيرة الذاتية

رواية سلالة: رواية في السيرة الذاتية

تأليف : باتريك موديانو

النوعية : روايات

حفظ تقييم

أكتب هذه الصفحات كمن يحرّر محضراً أو سيرة شخصيّة، بصفة توثيقيّة، ربّما للانتهاء من حياة لم تكن تخصّني. مجرّد شريط من الأحداث والأفعال. ليس لديّ ما أعترف به ولا ما أكشف سرّه، وأنا لا أشعر بأدنى ميل إلى التأمّل في النفس ومراجعة الضمير. بل على العكس، كلّما بقيت الأمور غامضة

ومبهمة، ازداد اهتمامي بها. لا بل كنت أجهد في إيجاد سرّ لأشياء خالية من الأسرار. والأحداث التي سأنقلها حتّى عامي الحادي والعشرين، عشتها في «عرض خلفيّ»، تلك الوسيلة التي تقضي بعرض مشاهد على شاشة خلفيّة فيما يلازم الممثّلون أماكنهم في موقع التصوير في الاستديو. وددتُ لو أترجم ذلك الانطباع الذي أحسّ به كثيرون من قبلي: كانت الأحداث كلّها تتعاقب كأنّما على شاشة خلفيّة ولم يكن بوسعي بعدُ أن أعيش حياتي.

أكتب هذه الصفحات كمن يحرّر محضراً أو سيرة شخصيّة، بصفة توثيقيّة، ربّما للانتهاء من حياة لم تكن تخصّني. مجرّد شريط من الأحداث والأفعال. ليس لديّ ما أعترف به ولا ما أكشف سرّه، وأنا لا أشعر بأدنى ميل إلى التأمّل في النفس ومراجعة الضمير. بل على العكس، كلّما بقيت الأمور غامضة

ومبهمة، ازداد اهتمامي بها. لا بل كنت أجهد في إيجاد سرّ لأشياء خالية من الأسرار. والأحداث التي سأنقلها حتّى عامي الحادي والعشرين، عشتها في «عرض خلفيّ»، تلك الوسيلة التي تقضي بعرض مشاهد على شاشة خلفيّة فيما يلازم الممثّلون أماكنهم في موقع التصوير في الاستديو. وددتُ لو أترجم ذلك الانطباع الذي أحسّ به كثيرون من قبلي: كانت الأحداث كلّها تتعاقب كأنّما على شاشة خلفيّة ولم يكن بوسعي بعدُ أن أعيش حياتي.

باتريك موديانو هو روائي فرنسي، حائز على جائزة نوبل في الأدب عام 2014. كما حاز على الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية للرواية سنة 1972، وجائزة غونكور سنة 1978. ألف أكثر من عشرين رواية، وطرح روايته الأولى ميدان النجم وهو في الثالثة والعشرين. حمل بعضها مأساة طفولته ومراهقاته، كما نقل مشاهد العديد من ال...
باتريك موديانو هو روائي فرنسي، حائز على جائزة نوبل في الأدب عام 2014. كما حاز على الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية للرواية سنة 1972، وجائزة غونكور سنة 1978. ألف أكثر من عشرين رواية، وطرح روايته الأولى ميدان النجم وهو في الثالثة والعشرين. حمل بعضها مأساة طفولته ومراهقاته، كما نقل مشاهد العديد من المصائر الإنسانية.