وددت لو أفلت صوتي ، أطلق و لو صرخة واحدة تدك القصر فأواجه الفضاء و إن تهت فيه ، لكن حنجرتي لم تسعفني . وتاه لساني حتى حسبت أنه قطعه قبل أن يغادر الغرفة . ظلت كلماته تطن في أذني: عليك أن تعتادي الصمت. كلهم كان يأمرني بالصمت. كانت أمي حين تختلف معي على شأن ، و إن كان يخصني، تضغط سبابتها على شفتيها و تقول: اصمتي و اسمعيني . أبي له طريقته الخاصة في اصدار الأمر بالصمت. بمجرد أن يلمح إشارة الاعتراض على وجهي، يصفق بكفيه، فأفهم أن علي ابتلاع الكلام و صوتي. و لم يكن أخي أرحم ...
رواية صمت الفراشات تأليف ليلى العثمان
رواية صمت الفراشات بقلم ليلى العثمان... ...و مثل دودة مهروسة تعاني سكرة الموت ، ظللت على الأريكة عاجزة عن الحركة. كل شيء في الغرفة الفخمة يحاصرني بحبال غليظة. و أحسست بصمت مريب يهطل من السقف مثل بقايا رماد المواقد البائت و يتوزع في الغرفة سريعا ...