رواية غربتان بقلم حسن العلوي..بادرتها بسؤالٍ لطالما عصفَ بي:- هل مسحتْ تلك الأعوام بقايا الوطن في ذاكرتكِ؟ لتبدأ بصوت مُبللا بالكآبة سرد سيرتها: يوم تناثر الحلم واختصمتُ مع الوطن رنت ساحة الرحيل. نُثرنا في العراءات الغريبة والمنافي التي لا عودة منها. كنا مأخوذين بالرغبة الجامحة للتعرف على العالم. خلال ٢٨ عامًا من اضطراب الأزمنة صُقلت أرواحنا كما تُصقَل حجارة الشواطئ بأمواج البحر، وعلى مدى هذه السنوات ضُرِب الجسد والقلب بوهج الحنين ورعشة جنونية للعودة. ما كان المنفى والنأي عن الوطن سوى ملاذٍ. كان راشحًا بالحزن والمرارة، ينمو في الأعماق شبيه نبتة تنمو في شقوق الصخر. كانت الغربة في الروح لا في المكان. كنت المرأة التي لا وطن لها لأنني كنت بلا أمل
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.