باتت رائحة الزيت والجلد قارصة وتنظر بالخطر، وارتفع صوت صفير الريح، كنت متأكداً للحظة وجيزة بأن الباب الأمامي سيتحطم، بحيث لن ينكشف الشارع الخامس والثلاثين وحسب، بل ويكشف مشهد كلارك أشتون سميث حيث تنتصب الأشجار الملتوية وترسم صوراً ظليّة على أفق عقيم أسفل الشموس التي بدأت تغيب في وهج أحمر. عرف ما عنيته بسؤالي، لمحت ذلك في عينيه الرماديتين. أردت أن أسأله: من أين تأتي هذه الأشياء؟ أنا أعرف من أين تأتي هذه الأشياء يا ستيفنز. لكن إلى أين تنوي الذهاب؟ من الذي وضع تلك النظرة التي لا تزول مع توالي الأيام في عينيك؟ ومن الذي طبعها على وجهك؟ أين نحن الآن في هذه اللحظة بالذات؟ ولكنه كان ينتظر سؤالي".
في أجواء مشوقة تتوالى أحداث رواية ستيفن كينغ "حكاية شتوية" مثيرة في نفس القارئ الكثير من الفضول وشيئاً من الخوف والرهبة والغموض وهو يتابع حكاية رأس ساندرا المقطوع الذي ظلّ يتنفس بعد انفصاله عن جسدها. وكما في هذه الرواية، كذلك يتابع القارئ أحداث الروايات الثلاث الأخرى: "ينابيع الأمل" و"صيف الفساد" و"السقوط من البراءة"، يتابع القارئ أعمال ستيفن كينغ هذه بشغف من خلال عناصر التشويق التي يثيرها الكاتب على مدى توالي الأحداث إلى النهاية.
رواية فصول متنوعة تأليف ستيفن كينغ
رواية فصول متنوعة تأليف ستيفن كينغ .. ""ما هو سؤالك يا سيد آدلي؟" كان صوته هادئاً كما كان دائماً، ولكن لمحت شيئاً مخيفاً في عينيه فجأة.. كلا، إذا كنت أريد أن أكون صادقاً، لم يكن مصدر الخوف في عينيه وحسب، بل وشعرت بأنه انتشر في الجو الذي يحيط بي. لم يعد الصوت المنظم القادم من الردهة التي في يساري سوى صوت رقاص الساعة؛ بل أصبح صوت نقر قدم الجلاد وهو يراقب المدان فيما يساق إلى المشنقة.