رواية لافاييت بقلم هند الزيادي لافاييت شامةٌ آسِرة ٌ تَزينُ خَدَّ الرّواية الصَّقيل، ومِشْكاةٌ تُضيءُ الحُروفَ فتتبدّى لنا نفوسٌ أضنتْها إِحَنٌ ثِقَال ومِحَنٌ شِدَاد...وهي مع ذلك في تردُّدٍ بين الألم والأمل والتَّرح والفرح والرّهبة والرّغبة والموجود والمنشود، إيمانًا بقُربِ انبلاج الصُّبْح البَهِيِّ مهما قسا القيد وأظلم الدّرب الحزين في وجه العابرين بحثا عن الحريّة والخلاص!
هذه الرِّوايةُ الحسناءُ تُزيحُ النِّقابَ عن مشهدٍ سرديٍّ صَمَّمَتْه الكاتبة بحِرفيَّةٍ عالية وبرُوحِ مَنْ حَذقتْ فنَّ النَّسيج بالكلمات وبرعتْ في لعبة الخيْط تُوقِعُه على سواه في تشْبيكٍ فريد للحكايات يأخذ بعضُها برقاب بعض فتغدو الرِّوايةُ ضَفيرةً من البرامج القصصيّة تَطَّرِدُ في تباينٍ وتتباينُ في اطِّراد. ويكتشف النَّاظِرُ بأناة أنَّ تلك الضَّفيرة تشكّلتْ وفق حركتيْن: حركة الحكاية الأمّ وامتدّت زمَنيًّا على ما يقاربُ السَّنة، وهي ذات برامجَ قصصيّة متفاعلة دراميًّا على مستوييْن جدْوليّ paradigmatique ونسَقيّ syntagmatique ، وحركة الحكاية المُوازية وهي ذات برنامج قصصيّ واحِد ذي كثافةٍ دراميَّة عالية مُخْتَزَلَة في ثلاثة أيّام.