رواية لا تشبه ذاتها

تأليف : ليلى الأطرش

النوعية : روايات

رواية لا تشبه ذاتها تأليف ليلى الأطرش .. وهي روائية وإعلامية ترجمت بعض رواياتها وقصصها القصيرة ومقالاتها إلى ست لغات عالمية، وقرر بعضها في جامعات أردنية وعربية وأمريكية وفرنسية، وقدمت عنها رسائل جامعية عديدة. وحوِّل عدد من أعمالها إلى مسلسلات إذاعية.

شارك الكتاب مع اصدقائك

2023-05-26

" قصص الأفراد تُكمل الصورة البشعة للحروب ، الشعور الجمعي يختزل المشاعر الفردية ، هجرة ، تشريد ، تجريف ، قتل.. وكلها تطمس معاناة ومشاعر أفراد عاشوها دون غيرهم رغم التعاطف معهم."

" حبيبة العين الغلزاني" إمرأة أفغانية أصيبت بالسرطان وتقرر خوض رحلة العلاج وحدها ولكن ليس جسدها وحده العليل لكن روحها أيضًا مثقلة بجروح غائرة من الحب ، فقررت كتابة قصتها لإبنتها الصغيرة لتحكي لها منشأها والظروف المختلفة التي تعرضت لها وأسباب فراقها عن أبيها.

كانت" حبيبة العين" تنتمي إلى عائلة أرستقراطية أجبرتهم إنتهاكات " طالبان "علي مغادرة البلاد والهرب إلي لندن.
كانت حكاية مختلفة حيث نري جانب آخر للمهّجرين من الطبقة الغنية بعيدًا عن المخيمات وتشريد العائلات.

تدور الحكاية في ٣ بلدان ( كابول ، لندن ، عمان ) تختلف عن بعضها إختلافًا صارخًا فى طبيعة أهلها وثقافتهم المختلفة.

الأحداث في" كابول" غنية ومتشبعة بذكريات الطفولة و حكايات عن العائلة ولمحة عن بعض الأحداث السياسية و عن كيفية تنشأة الأبناء فى الأسر الغنية ، وعن إيمان الأم الراسخ بالصوفية وخصوصا الحركة النقشبندية ( طوال سرد هذة الأحداث أكاد أجزم أن رائحة البخور لم تفارق أنفي 😂).

في" لندن " مسحة من الحزن وخيبة الأمل التى تصاحب المهجرين قسرًا من بلادهم و محاولة العائلة للأندماج في المجتمع الجديد.

أما في " عمان" تتناول أحوال " حبيبة " وصراعها الصامت وحدها مع مرضها اللعين و جلسات متفرقة مع عائلة زوجها الفلسطيني يتبادلان هموم فراق الوطن.

لا أعلم لما تجذبني حكايات التهجير هذة كأنني واحدة منهم ، أشعر دائما ببعض الغربة فى وطني كأنني لا أنتمى إلي هنا وأنتمى إلي مكان آخر وعلي الرغم من إحساس الوحشة الدائم أحاول التأقلم.
أما عن الشخصيات فكانت مرسومة ببراعة والحوارات كانت ممتعة لأقصي حد خصوصا الحوارات الدائرة بين والد و والدة " حبيبة " وعلاقتهم الوطيدة حيث تري الاحترام و التقدير الخالص المبني علي المودة والحب.
بالأخص حوارات الوالدة كانت ممتعة للغاية❤️

الرواية إكتشاف لقلم عربي جميل وبراعة لغوية وسرد مبهر.
تنتقل من حكايات الماضي إلي الحاضر فى خفة دون عناء يذكر.

تستحق القراءة.