انقضت ساعتان ثقيلتان و أنا منكفئة فوق فراشي لا أدري ما أريد، ثم بدأ نقاشهما يعلو. تسللتُ مرغمة، يدفعني فضول لا يقاوَم، تبدّت الصالة حيث أقف..ظَهر جلال لي، و إحسان قد اتكأ على البار واقفاً محتداً.
اسمع يا جلال..أنا أفعل هذا من أجل القضية أولاًو ثانياً و ثالثاً. أكثر من عام و أنا أقنعهم و اقنعكم.. الآخرون يعاملونهم كالمنشار، على الطالع و النازل، و أنت تستكثر على أخيك أربعة بالمئة! نهض جلال. وضع يديه في جيبيي سرواله بهدوء. تداريتُ حين استدار، و جاء صوته هادئاً غير مكترث سأنصرف الآن! و كان إحسان يتمّز غيظاً! ليس قبل أن تقتنع..لا يمكنك أن تدمر ما بنيت، أربعة بالمئة تُحسم منذ البداية لي.. الجماعة هنا يبحثون عن السلاح بلا جدوى.. و أنتم تكدسونه و تحصلون عليه بلا حساب، و أنا وسيط بينكم.. أعتقد أن حقي لا يتعارض مع المُثل و لا مع الوطنية.. الأربعة بالمئة حصتي.. أخرج جلال يديه من جيبه. فتح الباب، و استدار فجأة.. بل حصتنا يل إحسان.. أنت تأخذ اثنين بالمئة فقط..الإثنان الآخران لي.. و من الرأس! و صفق الباب دون أن يسلّم. تسمّر إحسان بالدهشة طويلاً، ثم تهالك على الأريكة محدقاً في لا شيء.