رواية ليلة النهر

رواية ليلة النهر

تأليف : علي أحمد باكثير

النوعية : روايات

حفظ تقييم

الرواية تحكي ببعض تفصيل عن قصة حياة موسيقار أتعرف به لأول مرة هو (فؤاد حلمي)، وهي ربما سابقة لباكثير في أن يكتب رواية تدور أحداثها في زمن معاصر، هو الذي اعتدنا على قلمه في السير التراثية والقصص الإسلامي عموماً، إلا أنه تجديد ممتع وكان مرغوباً ربما..



جرّب باكثير للمرة الأولى الولوج إلى عالم ما وراء الطبيعة في أحداث الرواية، إلا أنه لم يمزج بين الماورائيات وبين الواقع مزجاً كاملاً فلا يصحّ أن تكون هذه الرواية واقعيّة سحرية، إنما هي ترجمة شخصية شهيرة في شكل روائي أضيفت لها بعض بهارات الخيال لا أكثر، إلا أن رشّة البهار كانت ماهرة من الكاتب وقدّمت نوعاً من الإمتاع وتجعل القارئ ربما يحار فيما إذا كان شبح الشاعر الذي يراه ويسمعه فؤاد، حقيقياً فعلاً أم هو مجرّد انعكاس نفسي له ولشيطان الشعر بداخله استفزّته ليلة قضاها مع إحسان حبيبته في قارب نيليّ، وهو ما أراه براعة من باكثير ونوعاً من احترام كون هذه القصّة حقيقية وعدم الشطوط بها عن الواقع كثيراً.

باكثير يعشق ثلاثة أشياء مهمة في كل ما يكتب ربما: الاستطراد - اللغة التراثية والمصطلحات الفخيمة - النهايات الحزينة، الكئيبة جداً ربما! يسمو بك في رومانسيات فؤاد/إحسان إلى سابع سماء، ثم يهوي بك لسابع أرض في النهايات وقربها، شهدت ذلك في بعض مسرحياته وفي (سلامة القس) وهذه الرواية.. أو ربما هو الواقع المرّ الذي لا نهايات سعيدة فيه لقصص الحب والعشق؟


يقدّم باكثير عموماً تجربة جديدة مختلفة في هذه الرواية، من حيث الزمان والمكان والشخصيات والتفاصيل (مبالغته في الرومانسية على غير العادة مثالاً) إلا أنه لم يقدم جديداً تماماً في أسلوب السرد واللغة، وهو ربما ميل من باكثير للتجريب أو مجرّد ملل من سمته المعتاد لم يفلح فيه بنسبة كبيرة.

الرواية تحكي ببعض تفصيل عن قصة حياة موسيقار أتعرف به لأول مرة هو (فؤاد حلمي)، وهي ربما سابقة لباكثير في أن يكتب رواية تدور أحداثها في زمن معاصر، هو الذي اعتدنا على قلمه في السير التراثية والقصص الإسلامي عموماً، إلا أنه تجديد ممتع وكان مرغوباً ربما..



جرّب باكثير للمرة الأولى الولوج إلى عالم ما وراء الطبيعة في أحداث الرواية، إلا أنه لم يمزج بين الماورائيات وبين الواقع مزجاً كاملاً فلا يصحّ أن تكون هذه الرواية واقعيّة سحرية، إنما هي ترجمة شخصية شهيرة في شكل روائي أضيفت لها بعض بهارات الخيال لا أكثر، إلا أن رشّة البهار كانت ماهرة من الكاتب وقدّمت نوعاً من الإمتاع وتجعل القارئ ربما يحار فيما إذا كان شبح الشاعر الذي يراه ويسمعه فؤاد، حقيقياً فعلاً أم هو مجرّد انعكاس نفسي له ولشيطان الشعر بداخله استفزّته ليلة قضاها مع إحسان حبيبته في قارب نيليّ، وهو ما أراه براعة من باكثير ونوعاً من احترام كون هذه القصّة حقيقية وعدم الشطوط بها عن الواقع كثيراً.

باكثير يعشق ثلاثة أشياء مهمة في كل ما يكتب ربما: الاستطراد - اللغة التراثية والمصطلحات الفخيمة - النهايات الحزينة، الكئيبة جداً ربما! يسمو بك في رومانسيات فؤاد/إحسان إلى سابع سماء، ثم يهوي بك لسابع أرض في النهايات وقربها، شهدت ذلك في بعض مسرحياته وفي (سلامة القس) وهذه الرواية.. أو ربما هو الواقع المرّ الذي لا نهايات سعيدة فيه لقصص الحب والعشق؟


يقدّم باكثير عموماً تجربة جديدة مختلفة في هذه الرواية، من حيث الزمان والمكان والشخصيات والتفاصيل (مبالغته في الرومانسية على غير العادة مثالاً) إلا أنه لم يقدم جديداً تماماً في أسلوب السرد واللغة، وهو ربما ميل من باكثير للتجريب أو مجرّد ملل من سمته المعتاد لم يفلح فيه بنسبة كبيرة.

هو علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، ولد في 15 ذي الحجة 1328 هـ في جزيرة سوروبايا بإندونيسيا لأبوين يمنيين من منطقة حضرموت. وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 15 رجب سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م. وهناك تلقى ت...
هو علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، ولد في 15 ذي الحجة 1328 هـ في جزيرة سوروبايا بإندونيسيا لأبوين يمنيين من منطقة حضرموت. وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 15 رجب سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م. وهناك تلقى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والشريعة على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير كما تلقى علوم الدين أيضا على يد الفقيه محمد بن هادي السقاف وكان من أقران علي باكثير حينها الفقيه واللغوي محمد بن عبد اللاه السقاف. ظهرت مواهب باكثير مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره. تزوج باكثير مبكراً عام 1346 هـ ولكنه فجع بوفاة زوجته وهي في غضارة الشباب ونضارة الصبا فغادر حضرموت حوالي عام 1931م وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً في الحجاز، وفي الحجاز نظم مطولته نظام البردة كما كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو همام أو في بلاد الأحقاف وطبعهما في مصر أول قدومه إليها. سفره إلى مصر وصل باكثير إلى مصر سنة 1352 هـ، الموافق 1934 م، والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1359 هـ / 1939م، وقد ترجم عام 1936 م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل، وبعدها بعامين -أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي. التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م وعمل مدرسا للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاما. سافر باكثير إلى فرنسا عام 1954م في بعثة دراسية حرة. بعد انتهاء الدراسة فضل الإقامة في مصر حيث أحب المجتمع المصري وتفاعل معه فتزوج من عائلة مصرية محافظة، وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة، من أمثال العقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحب الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم. وقد قال باكثير في مقابلة مع إذاعة عدن عام 1968 أنه يصنف كثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم. اشتغل باكثير بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة. وفي سنة 1955م انتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته توفي باكثير في مصر في غرة رمضان عام 1389 هـ الموافق 10 نوفمبر 1969 م، إثر أزمة قلبية حادة ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية.