رواية مدن فاتنة وهواء طائش

تأليف : محمود شقير

النوعية : روايات

رواية مدن فاتنة وهواء طائش بقلم محمود شقير ...لتجول في ذاكرة محمود شقير التي تعيش في ذاكرة المدينة أثارت الفضول في نفسي لكل الوان الحياة، حيث يدرك الإنسان فجأة بأنه حتى يحصل على جزء من السعادة فيها بحاجة إلى ان تتوفر له مستلزمات أخرى، مثل تلك التي توفرت لأبطال روايته وفي مقدمتها، حرية ثم حرية ثم حرية، ومن ثم مكان

 يحترم الحرية، كيف لا يكون ذلك وهو الإنسان الذي غابت ذاكرته عن حَيز المكان في وطنه قسراً لثمانية عشر عاماً.فتح لنا باب ذاكرته ليعبر بنا من شوارع مدينة رام الله الوادعة ليصل بنا إلى مولدي النرويجية فأيوا الأمريكية ومن ثم امستردام السويدية قبل أن يعود بنا إلى القدس سيدة المدن ومهد الحضارات ومنبت الأديان، ستة عشر مدينة يطوفها الإنسان على متن (264) صفحة، فكما ساهم والد محمود شقير بشق الشوارع لربط الريف بالمدينة، ساهم أديبنا نفسه بخلق ممرات فكرية بيننا وبين البساطة في تراثنا والحضارة في حاضر من سبقونا، ملمحاً بعدم الرضا عن الإنسياق وراء الترييف القيمي المتخلف للمدينة بدلاً من نقل القيم العصرية إلى القرى، وعلى الرغم من عدم وقوع المسؤولية على عاتق والده في هذه الحالة، إلا أن المسؤولية تقع على عاتقه الشخصي في كل المعلومات التاريخية والتوثيقية القيمة التي ضخ بها عقولنا حول المدن الفاتنة وما يمكن أن يسببه لنا هواؤها العاطفي في حالة طيشان محسوب أو غير محسوب عواقبها.أضاء لنا بعض المناطق على مسرح ذاكرته تاركاً لنا بعض الزوايا المعتمة لتثير فينا الكثير من الفضول والعديد من التساؤلات حول تاريخ الأحداث وطبيعة التفاعلات التي جرت عليها مُجبِراً بذلك كل قارئ فينا على إخضاعها لنظرية الإحتمالات وكأنه يدعو كل فرد فينا إلى أخذ نصيبه من المشاركة في هذا العمل الأدبي من خلال اسدال ستارة المسرح عند النهاية التي يحب ويرغب، وهذا ما يمكن تسميته الإبداع في الكتابة خاصة عندما تصبح المساحة المخصصة للقارئ أكبر من حدود الكلمة وتصل إلى مرحلة تقمص شخصيات سكانها.

شارك الكتاب مع اصدقائك