- وما رسالتك؟! من أنت أيها الفارس؟ - المجد للإنسان الذى يعرف قيمة نفسه، ربُّ هذه الأرض، والعزَّة لله، الذى خلقه ليكون خليفة، وأوَّل ما علَّمه علَّمه سر أسماء مفاتيح الرُّبوبية، أنا الذى قلت للإنسان أعظم كلمة: اقرأ،
وأيقظ العقل، لتعرف كم أنت عظيم. أنا الذى قال لك “المسيح” انتظره. - إذن أنت المُعـَزّى. نظر الفارس إليه بعينين حانيتين، بينما يربت على ركبة المرأة التى كانت تريح صدغها بين كتفيه، تمسح وجهها بدلال فى شعره الذى ينساب ميَّاسا من تحت عمامته الخضراء. “كم هو جميل ورائق هذا المُعـَزّى، ما اسمه؟!” - يا “حجيزى”، القبر منبع الذِّكرى، والدَّفن حياة، يبقى الإنسان حيا فى ذاكرة الأحياء بكامل هيئته وصورته طالما هو مدفون فى قبر. - تريدنى أترك الدُّنيا التى عمرتها، وأروح فى طى النِّسيان؟! - ارجع إلى الوراء، وانظر لحال الجثث التى عاشرت مواتها، هل تحب أن تعيش حيا بجوارها حتى وإن فاحت منها العطور؟، لذلك اسمع كلامى، الدُّنيا التى عمّرتـَها بحياتك لا تخربها بموتك، ولن يستطيع النسيان أن يقترب من رجل ظل عمره يحاربه، لقد قتلت النِّسيان يا خليفة الله.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.