رواية من رسائل الفراق بقلم آية حاتم عمرو .. عزيزي الفراق، كيف حالك؟ أما زلت حالِكَ القلب؟ أم رق قلبك من فرط العذاب؟ أتقرأ كتبي؟ لن ألومك في حال لم تقرأها، لا أحد يحب قراءة نصٍ يُذم فيه! إلا أنك لم تترك لي خيارًا، فبعد ما فعلتَه لم أستطع تمالك أعصابي ولا لساني حتى! على أي حال لم أكتب إليك لأتسامر وإياك، بل كتبتُ لأصف لك لندن، التي هربت إليها بعد أن أجبرتني عزة النفس، لا بد أنك تظنني مجنونة لأنني ألومك بدلًا من أن ألوم روميو الخاص بي، أو خليل كما قد يقول شكسبير في عالمٍ موازٍ. لندن مزدحمة جدًا، تكاد تكون أكثر إزدحامًا من مدينتي حبيبتي عمان، مع امتلائها بالأشخاص الذين يتدافعون دومًا، إلا أن إحساس الوحدة لا يفارقني أبدًا، لا أدري هل العيب في المدينة أم في قلبي؟ باردةٌ جدًا، لديها هذا النوع من البرد الذي يتخطى جلدك باتجاه قلبك ويحاول أن يمزقه، وينجح في ذلك أحيانًا، إلا أنني لا أشتكي من برودة الجو، لأن المطر يخفي دموعي. عيبها الفعلي أن روميو خاصتي ليس موجودًا فيها، بل يبعد عني ثلاثة آلاف وستمئةٍ وواحدٍ وأربعين كيلو مترًا. على أي حال ما بالك بي وبلندن؟ حدثني عنك هل لا زلت تعمل في تفريق الأحبة؟ المخلصة لك،
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.