رواية موتى مبتدئون

رواية موتى مبتدئون

تأليف : سليم بركات

النوعية : روايات

حفظ تقييم
"أهذا خليج مورتفيك؟"، تمتم ماسيليدي، الحليق اللحية، من غير أن يخص أحداً من صحبه بسؤاله، فردت نيدايداد الممتلئة الشفتين: "أنى لنا أن نعرف يا شبح الزنبق؟" ألصقت كتفها بكتفه تحت شجرة البندق الباذخة الكثيفة، متوجهة بعينيها، كعيون الآخرين، إلى مسالك البحر المتشعبة مياهاً عن مياه.

مطر ثر بسط على الأنحاء شهواته ومزاجه. تقارب الستة النفر-الصحب في الدائرة المشمولة بسلطة غصون البندق الرادعة قليلاً لهياج الماء. تكلم راموسيراسمو الضخم، ذو الأنف الأقنى: لو كان هذا خليج مورتفيك لعثرنا على صيادين. "ربما غادروا، يا نكهة طحين الأرز-راموسيراسمو"، قالت داهناليدا، ذات الرموش الشديدة الشقرة، الظاهرة من ثقبي قناعها. "لا أرى أثراً لمقيم أو عابر. هذا المكان لم يسكن، ولم يهجر. هذا مكان -عقل ساكن، مكان لم يمتحن بخيانة"، قال جيماتيرك ذو الأنف الطول. نزع قبعته الجلد السوداء، الشبيهة بنصف بيضة، عن رأسه، ومشى باتجاه برزخ المياه: "سأخوض بحر مورتفيك". "إلى أين، يا محير شجر القيقب؟" سأله غيرموهالي الأصلع، ذو اللحية الكثة، فرد جيماتيرك: "إلى بوابة الغرق. سأفتحها". ضحك الآخرين. تبادلوا إشارات ناقصة الموازين من عيونهم ناداه ماسيليدي: "منذ متى، يا محير شجر القيقب، أنجزت هذا الوشم النافر علة لوح خيالك؟" التفت إليه جيماتيرك وهو يخوض في الماء بثيابه: "أي وشم تعني؟ أنجزت وشوماً كثيرة على لوح خيالي، يا شبح الزنبق، في طريقنا إلى خليج مورتفيك التائه، سأعيد خليج مورتفيك إلى زريبته البحرية".

"أهذا خليج مورتفيك؟"، تمتم ماسيليدي، الحليق اللحية، من غير أن يخص أحداً من صحبه بسؤاله، فردت نيدايداد الممتلئة الشفتين: "أنى لنا أن نعرف يا شبح الزنبق؟" ألصقت كتفها بكتفه تحت شجرة البندق الباذخة الكثيفة، متوجهة بعينيها، كعيون الآخرين، إلى مسالك البحر المتشعبة مياهاً عن مياه.

مطر ثر بسط على الأنحاء شهواته ومزاجه. تقارب الستة النفر-الصحب في الدائرة المشمولة بسلطة غصون البندق الرادعة قليلاً لهياج الماء. تكلم راموسيراسمو الضخم، ذو الأنف الأقنى: لو كان هذا خليج مورتفيك لعثرنا على صيادين. "ربما غادروا، يا نكهة طحين الأرز-راموسيراسمو"، قالت داهناليدا، ذات الرموش الشديدة الشقرة، الظاهرة من ثقبي قناعها. "لا أرى أثراً لمقيم أو عابر. هذا المكان لم يسكن، ولم يهجر. هذا مكان -عقل ساكن، مكان لم يمتحن بخيانة"، قال جيماتيرك ذو الأنف الطول. نزع قبعته الجلد السوداء، الشبيهة بنصف بيضة، عن رأسه، ومشى باتجاه برزخ المياه: "سأخوض بحر مورتفيك". "إلى أين، يا محير شجر القيقب؟" سأله غيرموهالي الأصلع، ذو اللحية الكثة، فرد جيماتيرك: "إلى بوابة الغرق. سأفتحها". ضحك الآخرين. تبادلوا إشارات ناقصة الموازين من عيونهم ناداه ماسيليدي: "منذ متى، يا محير شجر القيقب، أنجزت هذا الوشم النافر علة لوح خيالك؟" التفت إليه جيماتيرك وهو يخوض في الماء بثيابه: "أي وشم تعني؟ أنجزت وشوماً كثيرة على لوح خيالي، يا شبح الزنبق، في طريقنا إلى خليج مورتفيك التائه، سأعيد خليج مورتفيك إلى زريبته البحرية".

سليم بركات روائي وشاعر وأديب كردي سوري من مواليد عام 1951 في مدينة القامشلي، سوريا, قضى فترة الطفولة والشباب الأول في مدينته والتي كانت كافية ليتعرف على مفرداته الثقافية بالإضافة إلى الثقافات المجاورة كالآشورية والأرمنية. انتقل في عام 1970 إلى العاصمة دمشق ليدرس الأدب العربي ولكنه لم يستمر أكثر من سنة، ولينتقل من هناك إلى بيروت ليبقى فيها حتى عام 1982 ومن بعدها انتقل إلى قبرص وفي عام 1999 انتقل إلى السويد.
سليم بركات روائي وشاعر وأديب كردي سوري من مواليد عام 1951 في مدينة القامشلي، سوريا, قضى فترة الطفولة والشباب الأول في مدينته والتي كانت كافية ليتعرف على مفرداته الثقافية بالإضافة إلى الثقافات المجاورة كالآشورية والأرمنية. انتقل في عام 1970 إلى العاصمة دمشق ليدرس الأدب العربي ولكنه لم يستمر أكثر من سنة، ولينتقل من هناك إلى بيروت ليبقى فيها حتى عام 1982 ومن بعدها انتقل إلى قبرص وفي عام 1999 انتقل إلى السويد.