كما بدت تلك الجريمة التي ارتكبت جريمة كاملة فكان ذكاء مرتكبو الجريمة فوق المعتاد كما كان تقليدهم لدور الضحية ممتازًا بل أكتر من الممتاز وهذا ما يدفعنا إلى تساؤل مهم وهو "ماهي احتمالية وجود مفتش عبقري ومجرمون عبقريون ومجرم دولي ومزوروا مجوهرات في رحلة واحدة؟" يالها من رحلة عجيبة حقًا! لكن على كل حال كانت الحبكة ممتعة وغن كانت لا تخلو من اللامنطقية في بعض النقاط..فالرصاص الذي أُطلق عمدًا وأصطدم بساق المائدة من المؤكد أنه كان سيصدر صوتًا مختلفًا عما إذا اصطدم بساق إنسان.. كما أن تلك الفتاة جاكلين حتمًا ستفقد تركيزها بعد عدة كؤوس من الشراب وإن كانت ماهرة في الرماية كما هو مكتوب.. فكيف استجمعت قدرة تركيزها كاملة في ذلك الوقت؟ والأدهى أن مماطلة السيدة القتيلة عندما دخلت إلى حجرة سيمون دويل لتخبره بحقيقة القاتل لهي مماطلة عفا عليها الزمن فكان من الاجدر أن تقول اسم القاتل الذي تظنه قام بالجريمة مباشرة والتي يعرف الجميع دافعها للقتل.. وايضًا بعض النقاط الأخرى في الحبكة لم تكن على مستوى منطقي..وهذا ما يقع فيه كُتاب القصص البوليسية على حد سواء.. وهو أنهم يلجأون أحيانًا للفانتازيا واللامنطقية ليبهروا قراءهم بالحبكة المميزة .
رواية موت فوق النيل - أغاثا كريستي
دة تبهرنا أجاثا بحبكتها المتميزة في كل قصة بوليسية.. فالأحداث مترابطة بشكل بديع يدعو للتركيز التام في التفاصيل من البداية للنهاية لمن يرغب في حل اللغز قبل الكشف عن الحل داخل القصة..لكن في الحقيقة أن أجاثا كالعاقد وقعت في مازق هنا وهو أنها جعلت من يقرأ لديه تفاصيل أكثر من المفتش بوارو ذاته ولذا عجبت في النهاية لشدة ذكاء ذلك المفتش الذي اكتشف أحداث لم يعرف عنها إلا القاريء طبقًا لطريقة الرواي العليم..