رواية نيرنج بقلم محمد جمال..نيرنج، نافذة مفتوحة على عوالم ألف ليلة وليلة ونفحة ممّا سكتت عنه شهرزاد. من محلّة الكرخ ببغداد وبساتين البصرة أيّام بني العباّس إلى أرض الفايكنغوما وراء بحر قزوين، جسر من الحكايات يتداخل فيه الخياليّ بالواقعيّ، فتُعزى الأحداث إلى السحر وتسخير الجنّ تارة وإلى فعل البشر وتدبيرهم تارة أخرى، وتعكس مرآة الخُرافة النورديّة بما فيها منتطاحن الآلهة وبطشها بالعباد صورة حُكّام بلادالإسلام في ذاك الزمان وما هُم عليه من تناحر واستبداد، وما خيبة ظنّ الإفرنجيّ هوسكولد، الذي حلّ ببلاد العرب هاربًا من همجيّة بني قومه وفوضاهم إلاّ إقرار بهذا التطابق.
بيد أنّ في الرواية أيضًا حضورًالقُوى الخير بدءًا من مريم وتضحيتها لأجل هوسكولدمرورًا بأثيرٍ الُمجتهد في فضح غيّ الطغاة وابن الهلال وصحبه من العلماء النزهاء وصولاً إلى قائم المقام المُنتصر للحقّ والمخلص له، أمّا رحى الصراع بين الفريقين فدائرة على الأرض عرضًا وبين ثنايا الكُتب أساسًا، كيف لا وسرّ أسرار الرواية ليس سوى كتاب... كهذا الذي بين أيدينا.